جوزة الطيب
أصل جوزة الطيب من جزر الملوك في إندونيسيا. وتعرف منذ القدم، إذ سميت في جنوب شرق اسيا، بتسمية سنسكريتية.
ووجدت بقاياها في موقع مملكة العقاد القديمة (الذي يعود الى حوالي 2300 قبل الميلاد).
وان تكلم بليني الأكبر، دون أن يصفها، عن شجرة تعطي نوعين من التوابل في الوقت نفسه والتي من المرجح أن تكون شجرة جوزة الطيب، إلا أن تعريفه للـ macir أي الراتنج العبق من شجرة هندية، لا يمت بصلة للبسيبيسة المنتجة من جوزة الطيب.
واستخدمها المصريون القدماء لتحنيط المومياء، ولكن الإغريق والرومان لم يسمعوا بها حقا إلا في القرن السادس حين وصلت الى القسطنطينية، وأطلقت عليها تسمية جوز انديكا من قبل طبيب فرنسي في الاسكندرية، ألا وهو آيتيوس الآمدي Aëtius d›Amide.
والمدهش ان ثمار شجرة جوز الطيب البرية، وهي الأكبر حجما، تسمى بالجوز المذكر، وتلك المزروعة توسم بالمؤنثة.
أما الطبيب العربي ابن سينا، فكان أول من وصف جوزة الطيب، ولكن توجب الانتظار قرنا بعد للاعتراف الوسطي، حتى باتت ثاني التوابل المستخدمة (بعد الفلفل)، إلى درجة أضحى معها استخدامها المطبخي سخيفا.
ففاضت في العلب الشخصية المصنوعة من الذهب أو العظام، بنية تطييب الطعام أو المشروبات.
وبرع الإنجليز الذين احتلوا جزر الملوك في أواخر القرن الثامن عشر، بتكييف شجر الجوز في ماليزيا وسنغافورة. وزرعت هذه النبتة في منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة غرينادا،
في الطب
استخدمت جوزة الطيب في البداية لمكافحة الربو (بواسطة التبخير). وعرفت خصائصها، كما البسيبيسة، كمادة هضمية وفاتحة للشهية.
ودخلت في صناعة المنتوجات الصيدلانية ككحول فيورافانتي Fioravanti، وماء الكرمين.
وتستخدم في الطب التقليدي لعلاج اضطرابات الجهاز التنفسي والروماتيزم، وانتفاخ البطن والاسهال.
وطبيعة الجوز المنشطة ومخاطرها معروفة منذ زمن بعيد، فهي، إن تصلح كمهدئ خفيف، تستحيل خدرا خطيرا عند تناولها بجرعات كبيرة.
ونظرا للمخاطر المتعلقة باستهلاكها المفرط، لا يوصى باستعمال جوزة الطيب لغايات علاجية.
في المطبخ
لجوزة الطيب رائحة توابلية قوية، وحلوة شهية، يمكن اختصارها بمزيج من القرفة والفلفل.
أما طعمها فتوابلي، لاذع بخفة مع قليل من المرارة، أكثر خفة ورقة فيما يخص البسيبيسة.
تحفظ حبات الجوز كاملة بالسكر في الهند، وهو استعمال موثق في دستور الأدوية العائد الى العام 1958.
ويستخدم سكان الشمال منذ القرن الثاني عشر البسيبيسة على وجه الخصوص.
أما الجوزة، فتضاف مبشورة في اللحظة الأخيرة، لأنها تتبخر سريعا.
(من كتاب: موسوعة التوابل ـ ميراي غاييه)