كيف يستنبت اللؤلؤ؟
في احد الايام من عام 1893 فتحت زوجة الياباني «كوكيشي ميكيموتو» محارات كان زوجها يجري عليها التجارب لاستنبات اللؤلؤ فشاهدت واحدة تتلألأ بوميض غريب صحيح انها لم تكن كروية كاللآلئ الطبيعية الا ان المهم ان الفكرة التي خطرت لزوجها ميكيموتو اصبحت قابلة للتحقيق.
عاش ميكيموتو وسط فقر مدقع وهو ابن اسرة معوزة تتكون من تسعة أفراد وربها يعمل بائعا متجولا! ولكن وضعه العائلي لم يقف حائلا بينه وبين التزود من المعرفة التي كان يعتبرها سلاحه في هذه الحياة القاسية.
وعرف من أحد الأساتذة الجامعيين له خبرة في اللآلئ ان اللآلئ الطبيعية تتكون داخل المحارة بسبب دخول جسم غريب مهيج وصلب صغير صغر حبة الرمل إلى الصدفة فإذا لم يقض هذا الجسم الغريب على المحارة راح الحيوان الهش داخلها يفرز الافرازات التي يغلف بها الجسم حتى لا يؤلمه وعلى مدى الأيام والشهور تتكون اللؤلؤة!
هنا تساءل ميكيموتو وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة الظفر والسرور:
لماذا لا اعمد الى زرع اللآلئ في المحارات بادخال اجسام غريبة صلبة تهيج الافرازات وتصنع اللآلئ؟
وهذا ما كان وبدأ التجارب مع زوجته حتى كان اليوم الذي تكونت فيه بعد جهد جهيد وكد وطول انتظار وصبر ومثابرة اول لؤلؤة مستنبتة.
ووضع ميكيموتو بذلك حجر الأساس لصناعة اللؤلؤ المستنبت في العالم.
ان اولى مراحل عملية الاستنبات هي جمع المحار في مناطق معينة من قاع البحر بعد ان يكون قد بلغ من العمر ثلاث سنوات وتبدأ عملية التلقيح فورا وهي عملية دقيقة تتطلب براعة فائقة إذ تحقن حبيبة دقيقة من مادة مستخرجة من نوع الاصداف الصغيرة في غشاء المحارة الحية لتكون نواة لؤلؤة المستقبل.
وفي غضون بضع سنوات تقوم المحارة بإفراز مواد صدفية تحيط بالحبيبة على شكل طبقات يعلو بعضها بعضا الى ان تولد لؤلؤة على شكل كرة متناسقة صقلية لماعة.
(من كتاب: كنز العلوم - مجدي سيد عبدالحفيظ )