الشفافية
ويقال أيضا الشفافة، بالفرنسية Transparence وبالإنجليزية Transparency.
الجسم الشفاف هو الجسم الذي ترى عبره بوضوح وكأنه غير موجود، وإذا ما أصبحت الرؤية ضبابية صار شافا، وبالإسقاط فإن الشفافية العلمية هي المصداقية التامة، المطابقة للواقع، الشفافية هي إعطاء صورة واقعية عن الحالة لكي يصار الى استثمارها، أو تحليلها أو الدفاع عنها، فإذا ذهبت الى مديرك، أو محاميك، وعرضت عليه قضيتك منقوصة فلن يستطيع معالجتها أو الدفاع عنها لنقص معاملات أساسية.
الشفافية تسمح بالإيصال الى نتائج منطقية، وكلما نقصت معاملات الشفافية انحرفت النتائج عن الواقع، وإذا أجريت تحقيقا أو سبرا لآراء الناس، حول شخصية أو قضية، واصطفيت أشخاصا بتوجيهات مسبقة فلن يكون التحقيق او الاستطلاع للآراء معبرا عن الواقع.
العلم كذلك، يجب ان يكون الباحث او العلمي أمينا في عرض النتائج دون تحوير او توجيه، بعض العلميين يحددون هدفا مسبقا لتجاربهم فيبعدون كل ما هو مخالف لهذا الهدف فلا تكون النتائج معبرة، وبعضهم يركب نتائج لتجارب خلبية ويضيف نتائج لا واقع يسندها.
المحكمون الذين يحكمون المقالات والمشروعات والاكتشافات يجب ان يتمتعوا بالشفافية، فلا توجههم علاقاتهم الشخصية، أو حسدهم، أو تنافسهم، فتقبل بحوث هابطة وترفض بحوث قيمة.
الشفافية ضمانة لتقدم العلم وإحداث التنافس، واكتشاف المبدعين، وتطور الإنسانية وتحقيق النهضة العلمية.
(من كتاب: أعلام ومفاهيم ـ د.أحمد بلال)