ماهي خطيئة الإسكندر الأكبر التي أدت لانهيار امبراطوريته؟
قليل جدا من شخصيات التاريخ الكبرى يمكن ان نطلق على احدها «الأكبر» او «الأعظم».
ويظل الاسكندر المقدوني هو الشخصية التاريخية التي تستحق هذا اللقب الذي حملته وعن جدارة، فلا يوجد رجل آخر في التاريخ قد عبر الحدود الثقافية للعالم كما فعل هو.
كما لا يوجد من استحوذ على اهتمام زعماء وقادة العالم كما فعل هو.
ولكن لماذا يحظى الاسكندر الاكبر بكل هذا الخلود ولماذا لا يزال يستحوذ على اهتمامنا وإعجابنا حتى يومنا هذا؟
ولكن إذا كان الاسكندر بكل هذه العظمة فلماذا انهارت امبراطوريته؟!
الإجابة وببساطة هي ان الاسكندر لم يسم خليفته وهذا هو أعظم أخطائه التي أطاحت بإمبراطوريته؟
الاسكندر الاكبر هو ابن الملك فيليب الثاني من زوجته الرابعة اوليمپياس. وعلى الرغم من ان فيليب كانت له زوجات كثيرات، إلا ان أوليمپياس كانت المفضلة لديه وهذا هو سبب إنجابها بمباركة الكل لوريث عرش دون ابناء الزوجات الأخريات، وهو الاسكندر ويعني «الأسد».
وفي عام 336 ق.م، كان فيليب قد توجه الى إيجة لحضور حفل زفاف ابنته كليوباترا على اسكندر الاول ملك إيپروس، أخ زوجته أوليمپياس، فاغتاله قائد حرسه الشخصي.
وبعد مقتل فيليب بايع النبلاء الاسكندر ملكا على عرش مقدونيا وقائدا عاما لجيشها، وهو لم يتخط العشرين من عمره.
وقد كانت لدى الاسكندر رغبة قوية في تحقيق حلم والده بتوسعة مملكته لإقامة امبراطوريته، وإسقاط إمبراطورية الفرس، ومع الوقت ذهب حلم الاسكندر الى ما هو أبعد من ذلك، حيث كان يمني النفس بأن يحكم العالم أجمع.
وبالفعل استطاع الاسكندر اقتحام المدن والقلاع الحصينة في آسيا الصغرى، وتابع وهزم الفرس، حيث حقق الاسكندر نصرا حاسما، انكسر على اثره الجيش الفارسي.
وقد أتبع الاسكندر نصره هذا بفتح أبواب الشام على مصراعيها.
ثم خضعت معظم مدن الشام للاسكندر دون قتال، اثناء مروره بها متجها الى مصر، حيث وصل عام 332 ق.م، وكلف احد معاونيه ويدعى دينوقراطيس لكي يشرف على بناء مدينة تحمل اسم القائد المقدوني، ألا وهي الاسكندرية.
وتوالت الفتوحات بعد هزيمة الفرس حتى عاد بجيشه.
وقد توفي الاسكندر في سنة 323 ق.م، في قصره ببابل، في سن الثانية والثلاثين.
خطيئة الاسكندر عند وفاته أنه لم يسمّ وريثا يجلس على عرش الامبراطورية، بل عندما سأله أصحابه وهو على فراش الموت اي الرجال يترك لهذه الامبراطورية الواسعة، فأجابهم باختصار «الى الأقوى» مما فتح الباب على مصراعيه لصراع مميت على السلطة كانت نتيجته انهيار ما قام به في حياته من إنجازات مذهلة.
(من كتاب: 100 خطأ غيّرت مجرى التاريخ لـ بيل فاوست ـ ترجمة: مجدي كامل)