كيف كانت علاقة هايدن ببيتهوفن؟
قامت شهرة الموسيقي النمساوي فرانز جوزف هايدن على تخصصه في وضع الموسيقى للآلات الوترية التي وضع منها 77 قطعة، وعلى سمفونياته التي جاوزت المائة، درس الموسيقى بفضل المال الذي استدانه من اصدقائه والذي جمعه من تدريسه الموسيقى، فلما عرف انه استاذ موسيقى ومؤلف تلقى مساعدات مالية جمة من الكثيرين من رعاة الفنون الاثرياء، الامر الذي يسر له حياة رغيدة وافاد من كل الفرص والظروف وذاعت شهرته في طول اوروبا وعرضها.
وكان من اعز اصدقائه الموسيقي موزارت، وقابله بيتهوفن، وكان بعد في الثانية والعشرين من عمره، اثر عودته من لندن، حيث قدم سلسلة من الحفلات الموسيقية الكبرى ووضع سيمفونيته «المفاجأة»، وقد درس بيتهوفن على يده طوال سنة كاملة، وزار لندن مرة ثانية ونال دكتوراه الشرف من جامعة اوكسفورد.
وعندما بلغ هايدن السادسة والستين وضع تحفة موسيقية اخرى على اساس مقطوعة الشاعر ملتون «الفردوس المفقود»، وفي عيد ميلاده السادس والسبعين وضع له اصدقاؤه برنامجا ينعم فيه بنصره النهائي في تلك المقطوعة، فنقل على مقعد يسير على عجلات الى حفلة خاصة تعزف فيها مقطوعته
وبينما كان هايدن يدفع فوق عجلته الى خارج القاعة، تقدم منه شاب اشعث وقبّل يده، وكان هذا الشاب بيتهوفن.
توفي هايدن اثر صدمة عصبية اصيب بها لدى سقوط قذيفة على مقربة من منزله في فيينا اثناء تبادل نيران المدفعية بين جيوش نابوليون والجيوش النمساوية.
(من كتاب: صانعو التاريخ لسمير شيخاني)