الشخير أثناء النوم.. لماذا؟
الشخير ظاهرة شائعة تُعزى إلى ذبذبة شديدة للجزء الخلفي من سقف الحلق المسمى بالحنك الرخو Soft Palate بسبب وقوعه بين تيارين من هواء الزفير الخارج من القصبة الهوائية، حيث ينطلق أحد التيارين خارجا فوق الحنك عبر قناة الأنف، أما الآخر فيخرج من تحت الحنك إلى الفم.
ومن الملاحظ ان أغلب الذين يشخرون أثناء نومهم يعانون من هذه الظاهرة وهم ينامون على ظهورهم والفم مفتوح، وتختفي اذا ما تقلب النائم ليكون نومه على أحد الجانبين.
وعلى أي حال فإن مدة الشخير تزداد وتكراره يستمر عندما يكون هناك عائق في موضع ما من مجرى الأنف يعوق سلاسة جريان تيار الهواء عبر قناة الأنف: ولهذا فإن تقصي أسباب الشخير يبدأ عادة بفحص مجاري الأنف لاستطلاع أي خلل مرضي.
وأكثر هذه الاختلالات شيوعا هو صغر فتحتي الأنف أو انحراف حاجز الأنف devlated septum او تضخم الغشاء المخاطي المبطن لجدار الأنف، نتيجة التهاب أو حساسية، كما ان لحمية الأنف او الزوائد اللحمية فيه nasal polypi او تضخم الغدة خلف الأنف التي يدعونها لوزة البلعوم adenold هي كذلك من أسباب الشخير المألوفة.
ومن الملاحظ ان الإنسان البدين هو أكثر استعدادا للشخير من غيره، كما ان أحوالا عامة ليست مرضية مثل الإجهاد والتعب والإسراف في التدخين أو الإفراط في شرب الكحول، هي من الأسباب المهيجة للشخير.
أما الأحوال المرضية الشديدة التي يصاحبها الشخير الطارئ عند الإنسان، فهي حالات الارتجاج في المخ او التسمم بالأفيون والاختناق وما شابهها.. وهذه تكون واضحة المعالم بأعراضها الأخرى التي تتصدرها الغيبوبة.
إن علاج الشخير دائما يبدأ بالبحث عن السبب واستئصاله، فإذا لم يتبين السبب فإن تفادي النوم على الظهر واستعمال وسائل (مخدات) عالية نسبيا سيوقف الشخير.. وقديما كانوا يلجأون الى حيلة طريفة هي نزع بضع شعيرات قاسية من الفرشاة وتثبيتها في ملابس النوم، وربما وضعوا حصاة صغيرة عوضا عن الشعرات، تدفع بالنائم الى تفادي النوم على الظهر ومحاولة النوم على أحد الجانبين!
(من كتاب: كنز العلوم ـ مجدي سيد عبدالعزيز)