مني تحالف يمين الوسط الحاكم في فرنسا بزعامة الرئيس نيكولا ساركوزي بخسارة في أولى جولات الانتخابات الإقليمية في البلاد، وهو ما وصفته الصحف الفرنسية بـ «الصفعة» و«الهزيمة».
وكانت مفاجأة الانتخابات الثقيلة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، بإحرازه على المستوى الوطني نتيجة قاربت 12%، فيما تجاوز زعيمه جان ـ ماري لوبن الـ 20% في معقله في الجنوب الشرقي.
وفور صدور اولى النتائج، ظهر لوبن على التلفزيون ملوحا بملصق انتخابي منع القضاء نشره ويحمل شعار «لا للتطرف الاسلامي».
ويمثل هذا الملصق امرأة منتقبة الى جانب خريطة لفرنسا مغطاة بالعلم الجزائري وعليها مآذن على شكل صواريخ.
وقال لوبن ان «رئيس الجمهورية اعلن هزيمة الجبهة الوطنية ووفاتها ودفنها. وقد اثبتت انها مازالت قوة وطنية وتزداد اهمية على الارجح».
على صعيد النتائج، أظهرت تقديرات معهد «تي.إن.إس.سوفري» حصول المعارضة الاشتراكية على نحو 30% من الأصوات مقابل 27% لصالح حزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» بزعامة ساركوزي.
كما حل حزب أوروبا البيئة في المركز الثالث بنسبة 12.47% من الأصوات، بينما حصلت الجبهة الوطنية (يمين متطرف) على 11.74% من الأصوات، ما يعكس عودة الجبهة الوطنية من جديد إلى الساحة السياسية في البلاد.
وجاء الحزب الاشتراكي الفرنسي في المقدمة في 13 إقليما، بينما جاء الحزب الحاكم في المقدمة في 9 أقاليم في البلاد.
وبصفة عامة، حصلت كتلة أحزاب اليسار على 53.46% من الأصوات، بينما حصلت أحزاب اليمين على 38.93% من الأصوات في الأقاليم داخل فرنسا والأقاليم الفرنسية فيما وراء البحار حسب النتائج النهائية التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية.
وتهدف هذه الانتخابات إلى اختيار ألف و880 ممثلا في المجالس الإقليمية في 26 إقليما، من بين 254 قائمة.
ومن المقرر أن تجرى الجولة الثانية من الانتخابات يوم الأحد القادم، بين القوائم التي حصلت على ما لا يقل عن 10% من الأصوات خلال الجولة الأولى من الانتخابات أمس الاول. بينما يمكن للقوائم التي حصلت على نسبة أصوات تتراوح بين 5 و10% أن تنضم إلى قوائم أخرى مؤهلة لخوض الجولة الثانية من الانتخابات.
ومن المنتظر أن توضح هذه الانتخابات ما إذا كان الحزب الحاكم وحلفاؤه سيتمكنون من الإبقاء على المنطقتين اللتين لاتزالان تحت سيطرتهم من بين 26 منطقة فرنسية وهما الالزاس وكورسيكا.
وإذا خسر ساركوزي وحلفاؤه يوم الأحد المقبل، فإن هذا الوضع سيلقي بظلال من الشك على إمكانية ترشيحه للانتخابات الرئاسية عام 2012. وبلغت نسبة الإقبال على الانتخابات نحو 46.5% من بين 44 مليون ناخب فرنسي تضمهم قوائم الانتخابات، وهو ثاني أقل إقبال قياسي يتم تسجيله في الانتخابات.