عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات
أعلن المدعي العام لطهران عباس جعفري دولت آبادي أن ستة من المتهمين بالمشاركة في حوادث الشغب التي وقعت في يوم عاشوراء حكم عليهم بالاعدام.
وأفاد مراسل وكالة أنباء فارس في مدينة قم المقدسة أن دولت آبادي اعلن ذلك مساء أمس الاول في المدينة لدي لقائه وجمع من القضاة في محاكم طهران بالمرجع الديني حسين نوري همداني.
وأكد دولت آبادي أن ملف هؤلاء الستة تجرى مناقشته في محكمة الاستئناف موضحا أنه سيجرى اتخاذ القرار بعد إعلان النتيجة النهائية.
وشدد المسؤول على أن النظام القضائي في الجمهورية الاسلامية الايرانية تعامل منذ البداية مع المتهمين بالتسامح وحاول احتواء الاضطرابات.
وقال المدعي العام في طهران «إن هؤلاء أطلقوا شعارات منحرفة وواصلوا تنظيم التجمعات دون دليل وأثاروا المشاكل بذريعة الاحتجاج على الانتخابات مما دفع الجهاز القضائي للنظر في هذه الشعارات».
وكشف دولت ابادي ان «مائة من المتهمين ينتظرون في المحاكم البت بملفاتهم وإصدار الأحكام ونأمل أن يتم تحديد مصيرهم بأسرع وقت ممكن».
على صعيد الخلاف حول الملف النووي بين ايران والغرب، وازاء المراوحة التي يشهدها استدعى مجلس الامن القومي الاميركي مستشار الامن القومي الاسبق زبيجنيو بريجنسكي لاستشراف ارائه حول المواجهة وما ينبغي ان تكون عليه اساليبها وذلك ضمن دعوة الى الخبراء لتقديم اقتراحات وابحاث بهذا الصدد.
وبعد جولة استطلاع رأي مع البيت الابيض، قدم بريجنسكي «وصفته» للحل ودعا في مقابلة اجرتها معه محطة الاذاعة العامة الاميركية ادارة الرئيس باراك اوباما الى ان تمهد لمد مظلة نووية تشمل منطقة الخليج باكملها في اللحظة التي تعلن فيها طهران عن امتلاكها لسلاح نووي ثم تبني نظرية دفاعية معلنة وواضحة تقول انه في حالة اعتداء ايران على اراضي اي دولة اخرى سواء باسلحة تقليدية او نووية فان الولايات المتحدة سترد ردا ساحقا باسلحة نووية ثقيلة.
وقال بريجنسكي ان على ادارة الرئيس اوباما الا تعول كثيرا على سلاح العقوبات وتابع «ينبغي البحث عن اسلوب يجعل ايران تدفع ثمنا غاليا لاستمرارها في برنامجها النووي. المسألة هي جعل الوقت يلعب لصالح المجتمع الدولي. الدول المعنية بالملف النووي الايراني لن تنهار بمرور الوقت ولكن النظام الايراني يمكن ان ينهار بسبب تناقضاته الداخلية. المهم هو جعل الوقت يزيد من تفاقم عناصر الانهيار ثم التحلي بالصبر».
واضاف «ان ايران تشهد نمو طبقة وسطى عريضة كما ان هناك قدرا معقولا من التعليم الجامعي وتلعب المرأة هناك دورا مهما في سوق العمل ولذا فانني اعتقد ان هناك امكانية لان تتحرك ايران على مسار التاريخ في درب يشبه ذلك الذي سلكته تركيا. ستبرز مشكلة الخلافات بين رؤى الاجيال خاصة مع اعداد الشباب في ايران وستبرز مشكلات تتعلق بقدرة النظام على الحفاظ على انغلاق البلاد. المسألة هي الوقت والصبر».
وقال مستشار الامن القومي الاسبق «ان على الولايات المتحدة ان تسعى الى تحقيق هدفين فيما يتصل بايران. الاول هو منعها من امتلاك سلاح نووي بافتراض ان ذلك هو ما تسعى اليه حقا ثم تحجيم اهميتها الاقليمية اذا ما حصلت على مثل ذلك السلاح الى حتى ما هو اقل مما تتمتع به الآن والثاني هو ان تسهل بحرص وبالتدريج من عملية التحول السياسي والاجتماعي وجعل هذه العملية تفضي الى بلورة ايران متعاونة مع دول الاقليم وحريصة على استقراره».
واوضح المستشار الاسبق ان ما يقوله لا يعني ضرورة وقف محاولات بدء حوار مثمر مع طهران واضاف «لا ينبغي ان نغلق الباب ابدا نحو الحوار. بل على العكس تماما ينبغي ان نبلغ الايرانيين والعالم اننا مستعدون للحوار حين تقرر طهران انها تريد الحوار. ان ذلك لا يقلل من احترام احد لنا. فالعالم يحترم من يسعون الى تجنب المواجهات والحروب لا من يبحث عنهم».