عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات:
قبل أن تهدأ ثورة الغضب احتجاجا على بناء كنيس الخراب، كشف قاضي قضاة فلسطين رئيس الهيئة الاسلامية ـ المسيحية لنصرة القدس والمقدسات د.تيسير التميمي أمس عن مخطط اسرائيلي لبناء كنيس يهودي جديد مكان المحكمة الشرعية الاسلامية الملاصقة للمسجد الأقصى.
وقال د.التميمي في بيان صحافي ان «المخطط الجديد يهدف لبناء وافتتاح كنيس قدس النور بعد بناء وافتتاح كنيس الخراب وذلك حسب ما يسمى بمخطط «اورشليم اولا» الذي تم وضع لبناته عام 2008».
وأشار إلى انه من «المفترض ان يقام الكنيس الجديد فوق المحكمة الشرعية الاسلامية الملاصقة للسور الغربي للمسجد الأقصى المبارك» مؤكدا ان «سلطات الاحتلال تنظر الى عام 2010 على انه عام حسم مصير القدس كعاصمة يهودية السكان والدين والثقافة». ووجه التميمي في بيانه نداء الى الأمة كافة لاعتبار اليوم الجمعة يوما متميزا لنصرة القدس والمسجد الأقصى المبارك والخروج بالمظاهرات والمسيرات الغاضبة التي تنطلق في كل المدن العربية والإسلامية بعد صلاة الجمعة للتنديد بإجراءات الاحتلال».
يأتي ذلك فيما يبقى التوتر سائدا في القدس المحتلة اثر الإبقاء على انتشار كثيف لقوات الاحتلال وقمعها مسيرة طلابية شارك فيها مئات من طلبة المدارس بقرية «النبي صالح» شمالي رام الله في الضفة الغربية أمس.
وذكرت مصادر فلسطينية ن الجيش الإسرائيلي أطلق قنابل الغاز بكثافة على مسيرة طلابية خرجت لدعم صمود المدينة المقدسة أمام «الهجمة الاستيطانية».
ولم يفلح قيام السلطات الاسرائيلية بفتح أبواب المسجد الأقصى وإعادة فتح الشارع المحاذي لسور القدس بعد ان اغلقته لعدة ايام امام الفلسطينيين في إطفاء الجمر الخامد تحت رماد الغضب العارم من الاعتداءات الاسرائيلية.
وقالت مصادر مقدسية ان الطلبة الذين يدرسون داخل اسوار المسجد الأقصى تمكنوا امس من الالتحاق بمدارسهم بعد ان أغلقت لعدة ايام، الا ان السلطات الاسرائيلية ابقت على قواتها منتشرة في البلدة القديمة وشوارعها وعلى حواجزها العسكرية التي نصبتها قبل ايام.
وواصلت القوات الاسرائيلية عمليات دهم المنازل وتفتيشها واعتقال عدد من الفتية بدعوى مشاركتهم في الدفاع عن القدس.
من جهة أخرى، نفى الرئيس الاميركي باراك اوباما أمس الاول وجود ازمة في العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية رغم «الإهانة» التي وجهتها اسرائيل لواشنطن بالإعلان عن مشاريع بناء 1600 وحدات استيطانية لليهود في القدس المحتلة.
وردا على سؤال خلال مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» حول ما اذا كان هناك ازمة في العلاقات الاميركية ـ الاسرائيلية قال أوباما «لا، لدينا رابط خاص مع الشعب الاسرائيلي ولن يزول».
واضاف «لكن الأصدقاء يختلفون في بعض الأحيان، هناك اختلاف حول الطريقة التي يمكننا فيها ان ندفع بعملية السلام قدما».
ولفت اوباما الى ان الإعلان عن مشاريع بناء وحدات استيطانية جديدة الاسبوع الماضي صدر عن وزارة الداخلية في اسرائيل، وان نتنياهو اعتذر.
ودعا الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني الى «القيام بخطوات للتأكد من انه بإمكاننا اعادة بناء الثقة».
موقف أوباما أكده السفير الاسرائيلي لدى واشنطن مايكل اورين الذي قال أمس ان اسرائيل والولايات المتحدة ترتبطان «بصداقة عميقة ومتعددة الأوجه» لكن التوتر الأخير بينهما «مؤسف».
وكتب اورين في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» ان الروابط بين واشنطن والدولة العبرية «يمكن ان تشهد خلافات عرضية وتبقى متينة لا تتزعزع».
وإلى موسكو توجهت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للمشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية اليوم حول الشرق الأوسط بدون إجراء الاتصال الهاتفي الذي كان متوقعا مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر للصحافيين بعد مغادرة كلينتون الى موسكو «لانزال ننتظر الرد، ولم يأت بعد. ولم يحصل اتصال».
من جهة أخرى، أعلن مسؤول فلسطيني بارز لوكالة الأنباء الفرنسية ان الموفد الاميركي الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل سيصل الى المنطقة الاحد في زيارة كان تم ارجاؤها وسط خلاف بين واشنطن واسرائيل حول بناء المستوطنات.
وقال المسؤول الفلسطيني ان ميتشل «سيأتي الاحد لبحث آخر تطورات الوضع مع القيادة الفلسطينية والرد الاسرائيلي على الطلب الفلسطيني وقف مشاريع الاستيطان».
من جانب أخر استطلعت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الأوضاع في قطاع غزة مطالبة بضرورة تحسينها من الناحيتين الأمنية والاقتصادية في حين تسبب صاروخ أطلقته جماعة إسلامية مسلحة في القطاع بقتل عامل تايلندي في اسرائيل.
وقالت اشتون في مؤتمر صحافي، خلال زيارتها لمركز توزيع مساعدات تابع للأمم المتحدة في جباليا، «من المهم ان تؤدي زيارتي لنتائج مهمة لتحسين الأوضاع وتزويد الناس بما يحتاجونه هنا».
واضافت «هذه زيارة مهمة جدا للتحدث مع الناس هنا من اجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية».
ولقد تبنت عدة جماعات فلسطينية إطلاق الصاروخ ومنها جماعة تطلق على نفسها اسم «انصار السنة الجماعات السلفية الجهادية في فلسطين» في بيان اطلاق الصاروخ الذي اسفر عن مقتل العامل التايلندي.
وأفاد البيان بأن الجماعة تعلن مسؤوليتها عن استهداف مدينة عسقلان بصاروخ من طراز خيبر محلي الصنع.
كما أعلنت كتائب الشهيد أيمن عودة التابعة لفتح تبنيها للعملية إضافة إلى كتائب عز الدين القسام التابعة لحماس.