لندن ـ عاصم علي والوكالات
أخذت أعمال لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق منحى دوليا أمس بعدما طلب أعضاؤها استجواب الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرة خارجيته كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد ومستشار الأمن القومي السابق ستيفن هادلي ومساعدين ونواب ومستشارين لهم. وكشفت مصادر في واشنطن عن أن اللجنة التي يترأسها السير جون شيلكوت بعثت قبل 3 أسابيع برسائل الكترونية إلى مسؤولين كبار في ادارة الرئيس الأميركي السابق على رأسهم بوش نفسه.
ويعتقد أن أعضاء اللجنة مستعدون للسفر الى الولايات المتحدة للاستماع إلى هؤلاء المسؤولين السابقين والحصول على أدلة منهم، سرا على الأرجح، في خصوص سياسات الإدارة الأميركية السابقة تجاه العراق بين عامي 2003 و2009.
ورغم رفض كبار هذه الشخصيات تقديم أدلة أمام اللجنة، إلا أن هناك 10 مسؤولين سابقين كانوا على صلة بإدارة مرحلة ما بعد الحرب على الأقل وافقوا على المثول أمام اللجنة. ويتوقع أن تلعب هذه الاستجوابات دورا مهما في التقرير النهائي للجنة المتوقع صدوره نهاية العام الحالي، أي بعد الانتخابات العامة.
في سياق متصل، كشفت صحيفة اندبندانت أون صندي أمس نقلا عن وثائق جديدة مسربة عن أن الاستخبارات العسكرية البريطانية أدارت عملية سرية في العراق صادقت على ممارسة معاملة مهينة وغير قانونية بحق السجناء.
وقالت الصحيفة إن ضباط الاستخبارات العسكرية البريطانية غطوا رؤوس سجناء عراقيين بأكياس بلاستيكية وتركوهم لفترات طويلة في الحر الشديد وحرموهم من النوم وكانوا يتعاملون بشكل مباشر مع لندن.
وأضافت أن الوثائق الجديدة ستسبب المزيد من الإحراج للحكومة البريطانية بعد أن اجبرتها محكمة الشهر الماضي على الإفراج عن معلومات تثبت علمها بتعرض المحتجز السابق في غوانتانامو المقيم على أراضيها الاثيوبي بنيام محمد للتعذيب أثناء احتجازه في باكستان، وبرزت هذه الاتهامات خلال التحقيق في ملابسات وفاة الشاب العراقي بهاء موسى الذي ضرب حتى الموت اثناء احتجازه لدى القوات البريطانية في البصرة في سبتمبر 2003 والذي ينظر في أساليب الاستجواب التي حظرتها الحكومة البريطانية عام.1972. واشارت إلى أن العقيد كريستوفر فيرنون ذكر في بيان إلى لجنة التحقيق أنه اثار المخاوف بعد رؤيته 30 إلى 40 سجينا عراقيا في وضعية الركوع وقد غطيت رؤوسهم بأكياس من البلاستيك وأن المسؤولين عن هذه الممارسات ينتمون إلى مركز الدفاع والاستخبارات العسكرية في بريطانيا وكانوا وحدة مستقلة تقدم تقاريرها بصورة مباشرة إلى سلسلة القيادة في لندن وليس في العراق.