استبق الرئيس الأميركي باراك أوباما التصويت على مشروع قانون الرعاية الصحية الجديد، بمناشدة المشرعين الاميركيين في مجلس النواب اقرار الاصلاحات المدخلة على القانون.
وفي ندائه الاخير قبل التصويت الذي جرى أمس قال أوباما مخاطبا مجلس النواب، «دعونا نقوم بهذا الأمر» في اشارة الى حزمة الإصلاحات التي تستهدف فرض ضوابط جديدة على ممارسات شركات التأمين ومد التغطية إلى أكثر من 30 مليون أميركي لا تشملهم مظلة التأمين الصحي حاليا.
وسبق خطاب اوباما جهودا مكثفة لباقي زعماء الحزب الديموقراطي في اللحظات الأخيرة لكسب التأييد لقضية تتصدر أولوياتهم الداخلية والتي أدت إلى انقسام حاد في البلاد خلال ما يزيد على العام سادت خلاله حالة من الجدل الشديد.
وقال اوباما لأعضاء مجلس النواب من الديموقراطيين «بني هذا التشريع التاريخي على نظام التأمين الخاص الذي لدينا الآن»، مؤكدا أن النظام الجديد سيصب في مصلحة «الأسر العادية».
وأضاف «لا تفعلوا ذلك من أجلى افعلوا ذلك من أجل كل هؤلاء الناس الذين يعانون».
وقال اوباما امام النواب ان «كل شيء اصبح بين ايديكم الآن. حان الوقت لاجراء اصلاح التأمين الصحي لكل اميركا واعتقد انكم ستقومون بذلك». الا ان الرئيس الاميركي اعترف بأنه «تصويت صعب»، ملمحا بذلك الى الاستياء الذي يمكن ان يثيره اقرار هذا الاجراء الذي يكلف 940 مليار دولار على مدى عشر سنوات، بحسب ارقام مكتب الميزانية في الكونغرس.
وعرض مشروع القانون على مجلس النواب للتصويت أمس بعد أن اقره مجلس الشيوخ في 24 ديسمبر الماضي.
وإذا أقر النص فانه سيحال على البيت الابيض ليوقعه الرئيس باراك اوباما ويصدره رسميا.
الا ان زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب الاميركي ستيني هوير اكد أمس الأول أن الديموقراطيين لديهم عدد كاف من الأصوات لإقرار المشروع على رغم المعارضة التي يواجهها. وقال هوير للصحافيين «نحن مقتنعون بأن لدينا ما يكفي من الاصوات». وجاء تصريح هوير بعدما أثار تردد عدد من النواب الديموقراطيين شكوكا في النتائج النهائية للتصويت، في حين اتحد الجمهوريون في معارضة مشروع القانون. وقال جون بوينر زعيم الاقلية الجمهورية في مجلس النواب أول أمس للصحافيين إن «الشعب الأميركي لا يرغب في ان يكون له أي يد في هذا». وتابع «إذا كان هناك أي شخص يعتقد أن الشعب الأميركي سينسى هذا التصويت، فلنرى».
وكان الديموقراطيون بحاجة الى 216 صوتا لتمرير مشروع القانون التاريخي الذي سيتيح تأمين التغطية الصحية لنحو 32 مليون اميركي محرومين منها.
ونظم آلاف المعارضين لهذا الاصلاح تجمعا احتجاجيا امام مقر الكونغرس السبت، معبرين عن غضب البرلمانيين الجمهوريين الذين يرون في هذه الاجراءات تدخلا من قبل الدولة ويعتبرونها مكلفة جدا.
ورأى احد المتظاهرين (اندي كاونتس) ان هذا النص «تدخل حكومي».
وقد رفع لافتة كتب عليها «كذب، فساد، جرذان، اشتراكيون».