بيروت ــ عمر حبنجر
حضر ملف المحكمة ذات الطابع الدولي بقوة في بيروت امس من خلال زيارتي موفد الامم المتحدة نيقولا ميشال والموفد الروسي الكسندر سلطانوف الذي ابدى تحفظ بلاده على اقرار المحكمة تحت الفصل السابع.
ميشال وصل الى بيروت بعد ظهر امس والتقى عند السادسة مساء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة نحو السابعة والنصف.
وبخلاف سلطانوف، فإن جدول زيارات مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون القانونية لم يتضمن لقاء الرئيس اميل لحود في بعبدا في البدء ، لكن مصدرا واسع الاطلاع ابلغ «الأنباء» امس بأن اتصالات على مستوى الامانة العامة للامم المتحدة جرت لتأمين عقد مثل هذا اللقاء باعتبار ان الامانة العامة للامم المتحدة من خلال ممثلها في بيروت غير بيدرسون تنظم جدول اعمال ميشال وفق ما اكده وزير العدل شارل رزق.
وفي وقت لاحق أسفرت الاتصالات بين القصر الجمهوري وممثلية الأمم المتحدة في بيروت عن الاتفاق على ان يزور المستشار القانوني للأمين العام نيقولا ميشال الرئيس اميل لحود في بعبدا العاشرة من صباح اليوم.
الموفد الروسي التقى صباحا الرئيس اميل لحود، حيث ركز على حرص موسكو على توافق واجماع اللبنانيين على موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي وعلى حل الازمة اللبنانية انطلاقا من هذا التوافق الى جانب الرغبة الشديدة باستئناف لقاءات الحوار بين الاكثرية والمعارضة، وهذا ما كرره امام الرئيس نبيه بري ومن ثم امام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة.
الرئيس لحود ابلغ سلطانوف بأن استناد مجلس الامن الدولي الى الفصل السابع لاقرار نظام المحكمة يعمق الخلافات بين اللبنانيين ويؤذي مسيرة السلم الاهلي التي من مسؤولية رئيس الجمهورية المحافظة عليها، وهو لذلك يرى ضرورة استئناف الحوار بين القيادات وصولا الى حكومة الوحدة الوطنية لتأخذ على عاتقها موضوع هذه المحكمة.
وقال لحود ان لبنان ليس دولة منهارة ليعالج وضعه على الفصل السابع من الميثاق، واوضح انه ابدى تخوفه من حصول حرب اهلية بين اللبنانيين اذا ما تم اقرار المحكمة تحت هذا الفصل، وذلك من قبيل التحذير لا التهويل، وشرح لسلطانوف الاسباب التي جعلته يعتبر حكومة السنيورة غير دستورية، وجدد التزامه العمل على منع اي مواجهة بين اللبنانيين، واكد في اطار تنفيذ القرار الدولي 1701 على وجوب اعطاء الاولوية لاتمام انسحاب اسرائيل من مزارع شبعا.
من بعبدا انتقل سلطانوف الى عين التينة، ومن ثم الى منزل وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.
وفي هذا السياق، ذكرت اوساط ديبلوماسية ان زيارة صلوخ لم تكن مدرجة في برنامج زيارات الديبلوماسي الروسي، الا ان الصداقة القائمة بينهما افضت الى اتمامها، فضلا عن كون صلوخ وزير خارجية لم تقبل استقالته، علما ان موضوعي المحكمة والحكومة كان سلطانوف ناقشهما مع صلوخ في الرياض على هامش القمة العربية.
وبحكم طبيعة زيارة سلطانوف الاستكشافية لاطراف المشكلة اللبنانية، فقد ابلغه صلوخ بحرص المعارضة على حل متوازن يقوم على الاتفاق على مشروع قرار المحكمة من خلال لجنة تشكل لهذه الغاية.
وكان الرئيس بري استقبل قبل وصول سلطانوف السفير الايراني محمد رضا شيباني، وبعد سلطانوف سفير الولايات المتحدة جيفري فيلتمان، ودارت المباحثات حول مهمة سلطانوف ونيقولا ميشال.
وتكرر الكلام في السراي الكبير، واضيف إليه غداء رسمي اقامه رئيس الحكومة تكريما للموفد الروسي الذي كان محل عشاء تكريمي اقامه له نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري عضو تيار المستقبل.
وسيستكمل سلطانوف محادثاته في لبنان اليوم وينتقل الى دمشق ثم يرفع تقريرا بالنتيجة الى حكومته لتبني على اساسه موقفها من الازمة اللبنانية.
وبدا سلطانوف مستمعا اكثر منه متكلما في هذه اللقاءات، خصوصا في بعبدا، حيث سلمه الرئيس اميل لحود ملاحظاته على المحكمة الدولية التي كان ارسلها الى الامم المتحدة، بينما مازالت المعارضة ترفض ذلك الا ضمن شروط اقلها قيام محكمة جديدة.
الصفحة في ملف ( pdf )