نفذت النقابات العمالية في فرنسا امس إضرابا بمختلف المدن الفرنسية احتجاجا على مشروع الحكومة الإصلاحي لرواتب التقاعد والقاضي بإلغاء عشرات آلاف الوظائف في القطاع العام.
وأدى الإضراب الى حدوث إرباك لوسائل النقل والمدارس في فرنسا التي تشهد تعبئة نقابية حول الأجور وفرص العمل ورواتب التقاعد، غداة الهزيمة القاسية التي مني بها اليمين الحاكم في الانتخابات الإقليمية.
فقد تراجعت حركة القطارات في الفترة الصباحية، لاسيما حركة القطارات الإقليمية، لكن القطارات الفائقة السرعة التي تتوجه الى البلدان الأوروبية، واصلت رحلاتها بشكل طبيعي، كما ذكرت ادارة السكك الحديدية.
وفي باريس، كانت حركة النقل شبه طبيعية بالنسبة الى مترو الأنفاق والحافلات. وانطلق قطار واحد فقط من اثنين على أحد خطوط مترو الأنفاق الإقليمي في حين لم تتأثر قطارات اخرى.
اما وسائل النقل في مدن الأرياف فالتزمت الدعوة الى الإضراب بشكل متفاوت.
وكانت النقابات قد قررت يوم تحرك على الصعيد الوطني، في القطاعين العام والخاص، احتجاجا على مشروع الحكومة الإصلاحي. وطالب رئيس الاتحاد العمالي العام، ابرز نقابة في فرنسا، برنار تيبو بالإسراع في عقد قمة ذات طابع اجتماعي مع الرئيس ساركوزي.
ويشكل التحرك النقابي هذا أول اختبار للحكومة التي أجرى عليها الرئيس نيكولا ساركوزي امس الأول تعديلات، غداة الفوز الكبير لليسار في الانتخابات الإقليمية.
لذلك سيكون وزير العمل الجديد اريك وورث في مواجهة مع النقابات.
وكان مكتب ساركوزي قد أعلن ان الرئيس رد على الهزيمة الثقيلة التي مني بها حزبه الحاكم «الاتحاد من أجل حركة شعبية» في الانتخابات الإقليمية بإقالة وزير العمل كسافييه داركو الذي خسر أمام مرشح من اليسار في الانتخابات. ويواجه وزير العمل الجديد مهمة شاقة تتمثل في إصلاح نظام المعاشات الفرنسي الذي يعتبره ساركوزي حجر الزاوية لرئاسته.
هذا وتولى فرانسوا باروين، الذي شغل منصب وزير الداخلية خلفا لساركوزي في عام 2007 خلال رئاسة جاك شيراك، منصب وزير الميزانية، خلفا لويرت. وقد تصدر 8 وزراء بالحكومة قوائم المحافظين في الجولة الثانية من الانتخابات الإقليمية وخسروا جميعا. ولم يرض التعديل الوزاري المحدود الصحف الفرنسية التي أعربت معظمها امس عن عدم اقتناعها بذلك التعديل.
واعتبرت صحيفة «ليبراسيون» أن الرئيس الفرنسي اكتفى بسد الثغرات التي ظهرت في حكومته، وجاء بوزير من الوسط ووزير من أنصار الرئيس الأسبق جاك شيراك ووزير ثالث من أنصار رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق دومينيك دوفيليبان الخصم اللدود لساركوزي، فيما يعد إجابة صغيرة من جانب الرئيس على هزيمة كبيرة مني بها اليمين الحاكم في الانتخابات الإقليمية.
وبدورها، قالت صحيفة «لاكروا» ان الانتخابات الإقليمية أحدثت هزة وطنية، مشيرة إلى محدودية التغيير الوزاري.