عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات يجتمع القادة العرب السبت والأحد المقبلين في مدينة سرت الليبية في قمة من المتوقع ان يهيمن عليها موضوع القدس في ظل تصاعد الاستيطان الاسرائيلي رغم الإدانة الدولية الواسعة.
واعتبر أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ان التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الاستيطان «سلبية» وتلقي بظلالها على القمة العربية.
وذكر موسى، عقب وصوله إلى مدينة سرت الليبية امس، ان لقاءات ستعقد مع الأمين العام للأمم المتحدة مساء غد، بحضور عدد من وزراء الخارجية العرب، لبحث التطورات السلبية في عملية السلام.
وقال ان عددا من الموضوعات المهمة ستطرح على الاجتماع الوزاري اليوم، بينها مبادرة السلام العربية التي سيعقد أعضاؤها اجتماعا على المستوى الوزاري، غدا لمناقشة التطورات وما يمكن اتخاذه في ضوء التصعيد الاسرائيلي وعدم اكتراثها بالجهود المبذولة لتنفيذ مبادرة السلام.
وأضاف الأمين العام للجامعة العربية ان «القدس وتطورات القضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية السلبية العدوانية التي تقوم بها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية والعربية ضد الفلسطينيين ومقدساتهم وجميع الهموم العربية ستكون على رأس جدول أعمال القادة والملوك والرؤساء العرب في القمة العربية بمدينة سرت الليبية في دورتها الـ 22».
وقال موسى في تصريحات له قبيل مغادرته إلى مدينة سرت الليبية، حيث تعقد القمة العربية مطلع الأسبوع المقبل: «لقد تابعنا التطورات الأخيرة في فلسطين والممارسات الإسرائيلية بالقدس، وستبحث القمة العربية كل الحقائق والتطورات وسنرى ماذا ستثمر قمة القادة العرب». وأضاف ان «سحب مبادرة السلام العربية التي تم إطلاقها في قمة بيروت 2002 مطروح على القمة التي تشارك فيها كل الدول العربية، دون استثناء، ومعظمها على مستوى القادة»، مؤكدا ان «الموقف الإسرائيلي المتشدد لن يدفعنا لتغيير رأينا والتخلي عن القدس». وقبل بدء الاجتماعات التحضيرية بساعات، طلبت السعودية في بيان شديد اللهجة «توضيحات» من اللجنة الرباعية الدولية المعنية بالشرق الأوسط (الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا) بشأن التصريحات التي أدلى بها نتنياهو خلال زيارته لواشنطن.
وقال متحدث رسمي سعودي ان بلاده «تنتظر إيضاحات من الرباعية حول سياسة إسرائيل المتغطرسة وإصرارها على تحدي إرادة المجتمع الدولي».
الموقف السعودي جاء بعد ان كان متوقعا أن يساهم لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء أمس الأول في ثني إسرائيل عن الاستمرار في بناء المستوطنات، إلا أن إصدار إسرائيل قبيل دقائق من اللقاء الذي استمر 3 ساعات تصريحا استفزازيا بهدم فندق في حي الجراح بالقدس الشرقية لبناء 20 وحدة استيطانية جديدة ساهم في فشل اللقاء في تحقيق أي نتائج فعلية. وهذا ما انعكس على ما بعد اللقاء حيث وفي حدث غير معتاد، لم يظهر أوباما مع ضيفه أمام عدسات المصورين.
كما ان مسؤولين في البيت الأبيض رفضوا التعليق على مضمون المحادثات او أجوائها.
وهذا ما أكدته وسائل إعلام إسرائيلية قائلة ان المحادثات والتي تركز جزء منها حول الاستيطان «زادت الأزمة بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي عمقا حيث كان اللقاء صاخبا». من جانبها، قالت الإذاعة الإسرائيلية «ان وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون هددت باتخاذ اجراءات قاسية تتعلق بمكانة إسرائيل دوليا اذا واصلت حكومتها تجاهل مطالب الإدارة الأميركية بتجميد الاستيطان».