- القذافي محذراً: القادة العرب في وضع لا يحسدون عليه والجماهير ماضية في تحدي النظم الرسمية
سرت ـ هدى العبود
تحت عنوان عريض تمحور حول «دعم صمود القدس» المحتلة، وما تشهده من اعتداءات اسرائيلية وعمليات تهويد واستيطان غير مسبوقة، انعقدت القمة العربية العادية في دورتها الثانية والعشرين في مدينة سرت الليبية وسط مخاوف من ان تنسحب الخلافات العربية ـ العربية لتطغى على اعمال القمة الممتدة حتى اليوم.
ملفات كثيرة وآمال قليلة في ان تحقق القمة الطموحات التي ترجوها منها الشعوب العربية. ومما يعزز احباط الشارع العربي من النتائج المرجوة ما تناقلته مصادر ديبلوماسية رفيعة المستوى وموثوق منها داخل اجتماعات القمة للدول المؤثرة أو المحورية مثل مصر والسعودية وسورية، عن خلافات على تفكيك الجامعة العربية إلى اتحادات وكيانات اسوة بالاتحاد الافريقي، لان الظروف تختلف اختلافا كليا وجزئيا بين الجامعة العربية والاتحاد الافريقي وان الجامعة العربية تحتاج لتفعيل اتحاد القرارات وليس اصلاحات ادارية، ومما زاد من سوء الأوضاع المعلومات التي وردت عن ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان ينوي الانسحاب من اعمال القمة بعد إلقاء كلمته، قبل أن يعود بمساع ديبلوماسية ثم يلتقي الزعيم الليبي بطلب منه.
وعلى جانب آخر، علم ان السبب الحقيقي لعدم حضور بعض القادة ان رئيس القمة الزعيم الليبي معمر القذافي سيقدم مفاجآت وكانت أولها تبنيه فكرة انشاء اتحادات ولجان وكيانات عربية داخل أروقة القمة اسوة بالاتحادات الافريقية. ومن المتوقع ان تحدث مفاجآت اخرى وأن يطالب القذافي بسحب المبادرة العربية للسلام، وتدوير منصب أمين عام الجامعة العربية، وهذا الذي ستسفر عنه الاجتماعات المغلقة داخل قمة سرت، وان وزراء الخارجية انهوا أمس كافة الملفات والقرارات التي ستعرض على القمة الا اذا حدثت مفاجأة من العيار الثقيل من جانب العقيد القذافي. بيد ان بارقة امل ظهرت امس في عتمة الاحباط العربي بعد ان كشفت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» ان الرئيس السوري بشار الاسد سيزور القاهرة خلال 48 ساعة للاطمئنان على صحة الرئيس المصري محمد حسني مبارك، في خطوة جديدة على طريق المصالحة العربية التي انطلقت في قمة الكويت الاقتصادية الأخيرة.
وقد كانت الجلسة الافتتاحية لأعمال القمة انطلقت بكلمة لأمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، رئيس القمة السابقة، شخص فيها الوضع العربي الراهن، معتبرا أن العمل العربي المشترك يواجه أزمة حقيقية وانه تأكد من ذلك من موقع رئاسته للقمة. وطالب المجتمعين بقرارات تتعدى الإدانة بالنسبة لمسألة القدس. ووجه الشيخ حمد في مستهل كلمته انتقادات عنيفة لعدم قدرة العمل العربي المشترك على معالجة الأزمة العربية، مؤكدا أن «هذا العمل يواجه أزمة حقيقية».
وقال إن «مسؤولية رئاسة القمة في دورتها الماضية أكدت لنا يقينا ما كنا نراه من أزمة عربية مستعصية لم يعد تجاهلها أو الالتفاف حولها» يجدي. ونبه إلى أن «أمام العرب اليوم خيارين أحدهما ترك العمل المشترك لمصيره أو الوقوف لضرورة مراجعته وإعادة النظر فيه». وأضاف «نحن لا نستطيع أن نضع شعوبنا أمام مسؤوليتنا التاريخية ولا نرضى أن نتقدم إليكم بتقرير عن إنجازات الدورة الماضية للقمة باعتبار أن هذه الإنجازات لم تتحقق وما توصلنا إليه ليس مرضيا». ودعا إلى ضرورة تشكيل لجنة اتصال عليا «تحت إشراف رئيس القمة تعمل على تقديم مقترحات لحل أزمة العمل العربي المشترك وبلورة موضوع نقاش خاص على مستوى جميع التجمعات السياسية لتقول رأيها».
ثم أعلن تسليمه رئاسة القمة العربية الى العقيد معمر القذافي، قائلا انه أهل لتحمل الأمانة.
وقد تحدث القذافي رئيس القمة الثانية والعشرين، فقال ان المواطن العربي ينتظر من قادة الأمة الأفعال وليس الأقوال، وان «الشارع العربي شبع من الكلام، وقد تحدثت خلال 40 عاما في كل شيء والمواطن ينتظر من القادة العرب الأفعال وليس الخطب». وحذر القذافي القادة من غضب الشارع العربي قائلا «أي شيء نقرره لا نطمع في ان يقره المواطن العربي، وحتى اذا فعلنا، ان يرضى عنه المواطن الذي هو الآن متمرد ومتربص وهو يمشي معنا اذا كان الشيء يلبي طلباته».
وقال ان الحكام في وضع لا يحسدون عليه «فهم يواجهون تحديات غير مسبوقة، فلنحاول ان نعمل ما تقرره الجماهير التي هي ماضية في طريق تحدي النظام الرسمي». وعن العمل في اطار الجامعة العربية قال القذافي: «لن نعود بعد الآن ملزمين بالإجماع، فإذا وافقت أي مجموعة من الدول العربية على شيء تستطيع القيام به يمكنها ان تمضي فيه، واذا لم تقبل مجموعة أخرى فلتراوح مكانها وتتراجع، ويمكنها أن تلحق بهذه المجموعة لاحقا، وكلتا المجموعتين حرتان». تلا ذلك تقديم الأمين العام لجامعة الدول، عمرو موسى عن عمل القمة خلال العام المنصرم.
طالب موسى في كلمته القادة العرب بدراسة الخيارات المتاحة إذا ما فشلت عملية السلام. ودعا القادة العرب إلى مناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام. وقال موسى: لا مكان في محافلنا لإسرائيل طالما ظلت بعيدة عن السلام ورافضة للانسحاب من الأراضي العربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وما دامت تعتبر نفسها فوق القانون وقطارها يسير معاكسا لقطار السلام.
وأضاف أن هناك إصرارا عالميا متصاعدا على رفض الاستيطان الإسرائيلي وثمة رفض عالمي للأخطاء التي ترتكبها إسرائيل وعلى العرب استغلال ذلك.
وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف.
وكرر موسى دعوته إلى جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي داعيا إلى إطلاق حوار عربي ـ إيراني لتحديد طبيعة العلاقات المستقبلية مع طهران.
كما دعا موسى الى مضاعفة ميزانية الجامعة العربية، موضحا ان هذه الدعوة جاءت فيما يغادر منصبه في العام المقبل بعد شغله لدورتين. وبعد موسى تلا عدد من ضيوف القمة كلماتهم وهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جون بينغ، والامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، ووزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية الحالية للاتحاد الاوروبي، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ثم رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني. وتحولت القمة عقب إلقاء الضيوف كلماتهم إلى «جلسة مغلقة» وبحثت مشروع جدول الأعمال المعروض على القمة والذي يتكون من 27 بندا يتصدرها الملف الفلسطيني وخاصة التطورات الاخيرة في القدس المحتلة، وأيضا مبادرة السلام العربية.
وتتواصل القمة بجلستين مغلقتين اليوم، وفي الجلسة الاخيرة للقمة يتم اعتماد مشاريع القرارات و«إعلان سرت» و«وثيقة سرت».
لقطات من القمة
القذافي الناسي
بــدا رئيس القمــة العــربيــة الـ 22 الزعيم الليبي معمر القذافي غير مطلع او ناسيا لجدول اعمال الجلسة الاولى، الامر الذي استدعى تدخلا من مرافقيه لاكثر من مرة اولاها عندما نسي الترحيب بوزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس ممثل الاتحاد الاوروبي.
والمرة الثانية عندما طلب القذافي من امين عام الجامعة العربية عمرو موسى البدء بتقديم كلمات ضيوف القمة قبل ان يذكره مساعدوه بأن الجدول يتضمن تلاوة موسى لتقرير عمل القمة خلال العام المنصرم.
طالباني يغيب عن سرت ويحضر في طهران
لوحظ غياب الرئيس العراقي جلال الطالباني عن القمة العربية فيما توجه الى طهران للمشاركة في الاحتفالات الرسمية بعيد النوروز الذي يعلن بدء العام الفارسي الجديد.
درس ليبي في التاريخ
أسهب الرئيس الليبي خلال افتتاح القمة في سرد تاريخ مدينة سرت الليبية وقال ان المدينة تاريخية تقع في قلب الوطن العربي وهي مدينة بناها اجدادنا الفينيقيون وتحمل ارثا عندما كان الصراع بين الامبراطورية الاغريقية والفينيقية.
وروى عن خلاف بين الإمبراطوريتين على الحدود وتوصلوا الى اتفاق أن يقوم عداءون من قرطاجة وعداءون اغريق بالركض وعندما يصلون الى منطقة تكون الحدود، وهنا احتج الاغريق ما أدى الى احتكامهم الى أحد الحكماء وقال من يقبل ان يدفن حيا هنا نقبل ان تكون الحدود وبعد ذلك سرد تاريخ المدينة في العهد الاسلامي متحدثا عن دورها في الفتوحات العربية.
في سابقة لم تحدث في تاريخ اجتماعات الجامعة العربية للقمة العربية
«الجرس»: حسين الجسمي وآمال ماهر يختتمان القمة العربية في سرت
طلب الرئيس الليبي معمر القذافي من الفنان حسين الجسمي الحضور الى ليبيا لإحياء حفل في 29 من مارس وذلك احتفالا بالرؤساء المجتمعين في القمة العربية التي تجري في سرت.
وقرر الرئيس الليبي اقامة حفل عشاء غنائي تقدمه الفنانة آمال ماهر وحسين الجسمي في سابقة لم تحدث في اي قمة عربية، وذلك حسب قناة الجرس.
كما ستقوم فرق شعبية بتقديم عروض من مختلف الدول فلسطين وسورية والاردن ولبنان والعراق، وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ القمم العربية أن تتخللها احتفالات فنية.
راكبو جمال ليبيون يحملون الأعلام العربية في استقبال طائرة صاحب السمو على أرض مطار سرت (أ.پ) |
راكبو جمال بثيابهم الفلكلورية يحملون أعلام الدول العربية المشاركة في القمة العربية كانوا في استقبال الزعماء العرب على أرض مطار سرت لدى وصولهم (أ.پ) |
رئيس الوزراء الإيطالي سلڤيو بيرلسكوني مستسلما للنعاس خلال الجلسة الافتتاحية (أ.ف.پ) |
أحد مربي الصقور مستعرضا بصقره خلال مراسم استقبال القادة العرب (ا.پ) |
امرأة ليبية عضوة في احدى الفرق الراقصة خلال تأديتها لوحة تراثية في استقبال الزعماء العرب (أ.پ) |
راقصو فنون شعبية ليبيون يؤدون رقصة تراثية في استقبال الزعماء العرب على أرض مطار سرت (أ.پ) |
أعضاء من الوفود العربية المشاركة في القمة يتناولون القهوة حيث تم استقدام نحو 1000 طاه وشيف تركي لتخديم الموائد المفتوحة التي تخللت القمة (أ.ف.پ) |
عجوز ليبي ضمن عدد من الراقصين الليبيين يؤدون رقصة فلكلورية خلال استقبال الزعماء العرب (أ.پ) |
أحد أعضاء الوفود يحصل على فنجان من القهوة (أ.ف.پ) |
واقرأ ايضاً:
العراق رئيساً للقمة المقبلة ومكانها مجهول
عباس: إنقاذ القدس فرض عين علينا جميعاً والقذافي يرد: الشباب الفلسطيني يقاتل والقول بيده
«الأنباء» تنشر مشروع قرار القمة العربية المعدل الخاص بالقدس
صالح يدعو لاستبدال الجامعة باتحاد عربي والقذافي يؤيد
المعلم لـ «الأنباء»: متمسكون بمبادرة السلام ونأمل عودة العلاقات مع مصر إلى طبيعتها
أردوغان: «جنون» أن تعتبر إسرائيل القدس بشطريها عاصمة لها
«هيومن رايتس ووتش» تدعو ليبيا للكشف عن مصير الإمام موسى الصدر
حماس تطالب القمة بقرارات لحماية القدس ورفع الحصار عن غزة
كي مون: الاستيطان يجب أن يتوقف ويجب أن تكون القدس عاصمة لدولتين
عريقات: إسرائيل أنفقت أكثر من 14 مليار دولار للاستيطان بالقدس