سرت ـ هدى العبود
انفضت القمة العربية الثانية والعشرون التي انعقدت في مدينة سرت الليبية تحت شعار «دعم صمود القدس» بعد يومين من الاجتماعات لن يتخللها ما يتخلل كل قمة عربية عادة من خلافات وانتقادات حادة وتبادل للاتهامات، وقد اشاد معظم القادة ورؤساء الوفود بالأجواء الايجابية التي سادت المحادثات واكدوا أنها قمة ناجحة وأن كل القرارات مرت بدون تحفظات.
واللافت أن القمة اختتمت أعمالها أمس بجلسة علنية قصيرة دون القاء كلمات، حيث أعلن الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في الجلسة انه تقرر عقد «قمة عربية استثنائية في سبتمبر هذا العام» لبحث مشروع انشاء رابطة الجوار العربي وتطوير الجامعة العربية.
وقال موسى، في كلمة مقتضبة في ختام اعمال القمة العربية في سرت، إن القادة العرب بحثوا ست موضوعات تتعلق بالقدس وتطوير العمل العربي المشترك ومكان انعقاد القمة المقبلة وزيادة موازنة الجامعة العربية.
وأضاف: «هناك قرارات صدرت فيما يتعلق بآلية دول الجوار واللجنة الثلاثية لحل أزمة العمل العربي ومبادرة السلام»، مشيرا الى أن القمة كان يسودها التفاهم دون وجود خلافات في وجهات النظر إنما تم التعرض بالبحث للنزاع العربي الاسرائيلى.
واوضح موسى ان القادة العرب طلبوا منه «تقديم تقرير» حول اقتراحه سيتم تدارسه خلال القمة الاستثنائية.
ولعل أهم ما خرجت به القمة العربية التي حملت شعار دعم صمود القدس، هو اعتبار القادة العرب ان القدس الشرقية هي مدينة محتلة.
وقد اتفق قادة الدول العربية على تطوير منظومة العمل العربي المشترك والتعهد بتوفير الموارد والإمكانات بما يسمح لها بالقيام بواجباتها وتحمل مسؤولياتها وتحقيق المصالح العربية.
وقرر القادة العرب ـ في وثيقة صادرة عن مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورتها الثانية والعشرين باسم «وثيقة سرت» تشكيل لجنة خماسية عليا تتكون من قائد الثورة الليبية معمر القذافي والرئيس حسني مبارك والرئيس اليمنى على عبدالله صالح وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس العراقي جلال طالباني وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية للإشراف على إعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك تعرض على الدول الأعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل العرض على القمة الاستثنائية المقرر عقدها في موعد غايته أكتوبر 2010.
كما قرر القادة أن تقوم اللجنة الخماسية العليا بالتشاور مع الملوك والأمراء والرؤساء العرب لبلورة مشروع وثيقة التطوير المشار إليها.
كما اكد القادة العرب ان «استئناف المفاوضات يتطلب الوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية».
وقال القادة العرب في قرارهم انهم «يؤكدون الالتزام بالموقف العربي بأن استئناف المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية يتطلب قيام اسرائيل بتنفيذ التزامها القانوني بالوقف الكامل للاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس الشرقية ورفض كل الذرائع والتبريرات الاسرائيلية تحت اي مسمى للاستمرار في نشاطها الاستيطاني غير المشروع».
كما اكد قرار القمة العربية «التأكيد على ضرورة الالتزام بسقف زمني محدد لهذه المفاوضات وان تستأنف من حيث توقفت وعلى اساس المرجعيات المتفق عليها لعملية السلام. من جهة أخرى دعا القادة العرب أمس الرئيس الاميركي باراك اوباما الى «التمسك بموقفه المبدئي والاساسي الذي دعا فيه الى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في كل الاراضي المحتلة بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدس الشرقية».
واكد قرار القادة العرب «الرفض القاطع لسياسة الاستيطان المستمرة التي تمارسها اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة ودعوة الرئيس اوباما للتمسك بموقفه المبدئي والاساسي الذي دعا فيه الى الوقف الكامل لسياسة الاستيطان في جميع الاراضي المحتلة بما في ذلك النمو الطبيعي وفي القدس الشرقية باعتبار الاستيطان يشكل عائقا خطيرا امام تحقيق السلام العادل والشامل».
كما اكد على «مطالبة اللجنة الرباعية بعدم قبول الحجج الاسرائيلية لاستمرار الاستيطان والاعتداءات المستمرة على القدس لتهويدها والضغط على اسرائيل للوقف الكامل للاستيطان».