سرت ـ هدى العبود
قال الرئيس السوري د.بشار الاسد امس إن بلاده على استعداد لتحقيق المصالحة العربية في اي وقت، مؤكدا ان بلاده تسعى لتحقيق هذه المصالحة منذ سنوات.
وأوضح الأسد، في تصريحات للصحافيين على هامش القمة العربية العادية الثانية والعشرين بمدينة سرت، أنه مستعد في اي وقت لزيارة مصر متى أراد المصريون ذلك.
وردا على سؤال حول امكانية لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، قال الرئيس الأسد: «سنلتقي بكل المسؤولين العرب بدون استثناء وعلى كل المستويات».
وفيما يتعلق بمبادرة يمنية قدمت للقمة العربية الحالية لإقامة اتحاد عربي، قال الرئيس السوري إن «المبادرة اليمنية كمبدأ جيدة ولكنها تحتاج لمزيد من الدراسة»، وردا على سؤال لـ «الأنباء» اعتبر الأسد ان القمة العربية هي قمة دعم المقاومة ووقف الاستيطان.
من جهته، أعرب أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري عن ترحيب بلاده بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد للقاهرة إذا رغب في ذلك.
وقال أبو الغيط، تعقيبا على ما أعلنه الرئيس الأسد إن «هذا أمر طيب ونرحب به إذا كانت هناك رغبة من الرئيس بشار فهو رئيس عربي شقيق لدولة ارتبطت بأحسن العلاقات على مدى سنوات مع مصر وأثق بأن القيادة المصرية سترحب بذلك».
وأضاف أبو الغيط في تصريحات صحافية في سرت أن سورية عرضت خلال القمة مقترحات لتحقيق المصالحة العربية و«إننا تشاورنا معهم وتم إدخال بعض التعديلات على هذه المقترحات ووافقنا فيها الأشقاء في سورية لانها مهمة وذات مغزى». إلى ذلك، أكد الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية امس أنه «لا يوجد خلاف مصري ـ قطري»، وقال ان مصر دولة عربية كبرى شقيقة تجمعنا بها أشياء كثيرة، ولكن هناك خلافات في وجهات النظر في بعض الأمور، وحكمة القائدين قادرة على حل هذه الخلافات.
وقال بن جاسم، في تصريحات له على هامش مشاركته في القمة العربية بمدينة سرت الليبية، إن «الخلافات في الرأي ستكون موجودة اليوم وغدا، لكن من المهم أنها لا تطغى وتؤدي لتخريب العلاقات بين أي دولة عربية وأخرى، وبالنسبة لنا فنحن حريصون على أن تكون هناك علاقات لقطر مع كل اشقائها العرب في إطار علاقات أخوية ومتينة».
وحول الخلاف بين الدول العربية على مكان استضافة القمة العربية المقبلة المقرر أن تستضيفها العراق، قال بن جاسم إن مسألة عقد القمة العربية المقبلة في العراق تم التباحث حولها بشكل مفصل، مشيرا الى أن الإطار المتبع هو أنه اذا تعذر عقد القمة في الدولة المقررة فعادة يتم نقلها لمقر الجامعة العربية بمصر وهذا ليس بغريب.
وفيما يتعلق بمدى الإجماع العربي على اقتراح الأمين العام بإقامة فضاء للجوار العربي، أجاب بن جاسم بالقول إنه لا يوجد خلاف على الفكرة باعتبارها فكرة طيبة وقطر تؤيدها، ولابد لكل الدول العربية من أن توافق عليها، وأعتقد أنها في طور البحث بين الدول العربية.
وردا على سؤال عن وجود تجاوزات من جانب ايران تجاه بعض الدول العربية، قال بن جاسم ان هذه الأمور ستبقى موجودة مع دول الجوار، ولكن من المهم جدا كيف نتفاعل معهم وكيف نقول لهم هذا عندكم حق فيه، وهذا لا، وهذا يحتاج الى إجماع عربي والى حوار، قد يكون هناك سوء فهم بسبب عدم وجود حوار، ونحن مع الحوار مع دول الجوار لأن هذا بالتالي يؤدي الى فهم توجهات الطرف الآخر في أي قضية تهم دولة من دول الجوار.
وعن توصيف أمير قطر بأن هناك أزمة في العمل العربي خاصة في قضية دعم القدس، قال إنه «بالنسبة لموضوع القدس فإن ما نستطيع أن نقدمه لهم الآن أن نتبرع لهم بمبالغ للحفاظ على هوية القدس، أما غير ذلك في الوقت الحاضر فإن الوضع يحتاج الى إصلاح النظام العربي».
وأشار بن جاسم إلى أن «العقيد الليبي معمر القذافي قدم فكرة شاملة لهذا الإصلاح، وحسب علمي فإن هناك اتفاقا عاما على أن الجامعة والعمل العربي يريد الإصلاح، وان هناك شيئا سيخرج من القمة في هذا الإطار، وبالمناسبة اريد أن أشيد بإدارة القائد الليبي في الجلسات العلنية والمغلقة التي كانت جلسات فعلا على مستوى الحدث، فهو كان يقود اخوانه بشكل ايجابي، وبشكل عادل، وفعلا رئاسته لها تأثير كبير». واعتبر بن جاسم أن نتائج الانتخابات العراقية شأن عراقي، وقال «نحن نحترم النتائج التي ستخرج من العراق».
المستشارة الإعلامية للرئيس السوري أكدت على إيجابية الأجواء فيما يتعلق بوحدة الموقف من إسرائيل
شعبان لـ «الأنباء»: عندما نواجه بعدوّ يحاول هدم الأقصى وتدنيس المقدسات يصبح خيارنا الوحيد المقاومة
سرت ـ هدى العبود
أثنت مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد د.بثينة شعبان على الأجواء الإيجابية التي سادت القمة العربية، خاصة فيما يتعلق بوحدة الموقف من التعنت الاسرائيلي.
وقالت د.شعبان ردا على سؤال «الأنباء» حول الصراع العربي ـ الإسرائيلي ان هذا الموضوع استغرق نقاشا مطولا وحيويا في الاجتماع المغلق بين القادة العرب وكان قد بدأه العقيد القذافي باستعراض ما تقوم به اسرائيل من تهويد للقدس واستيلاء على المقدسات وقتل يومي ودمار وتهجير للشعب الفلسطيني الأعزل وسأل سؤالا: ما الذي يمكن ان تفعله حتى في وجه كل هذه التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني الأعزل الذي لا يمتلك إمكانية حتى الدفاع عن نفسه؟! ونقلت عن الرئيس الأسد قوله إن الحد الأدنى هو قطع العلاقات مع اسرائيل ووقف التطبيع خاصة الدول التي ليست لها علاقات مع اسرائيل والحد الأعلى هو أن ندعم المقاومة، وبدا ان القادة العرب يدعمون هذا التوجه والرأي وتوصلوا الى الاتفاق على دعم المقاومة بكل أشكالها وايضا وقف كل اشكال التطبيع مع اسرائيل.
وردا على سؤال آخر قالت د.شعبان نحن نسعى للسلام مع اسرائيل ولكن المشكلة أن اسرائيل يوما بعد يوم تهاجم وتتوغل وترتكب جرائم بحق الشعب الفلسطيني، واثبتت مرة بعد أخرى أنها لا تريد السلام، مبادرة السلام العربية موجودة ومطروحة على الطاولة، لكن الطرف الاسرائيلي هو الذي لا يريد السلام.
واضافت لقد قيل في القاعة ان المقاومة ليست خيارنا وانما هي الخيار الذي فرضه اعداؤنا علينا بسبب احتلالهم وجرائمهم ضد الشعب الفلسطيني وازاء الشعب العربي لذلك نحن مع السلام اذا كان الطرف الآخر يريد السلام ولكن اذا ووجهنا بطرف آخر يحاول هدم المسجد الأقصى وهدم المنازل الفلسطينية وتدنيس المقدسات والاستيلاء على الأرض ماذا نفعل الخيار الوحيد الذي تركه لنا اعداؤنا هو المقاومة.
وقالت ان الأجواء كانت ايجابية جدا ومسؤولة ومستوى النقاش ارتقى الى مستوى التحدي الذي يفرضه علينا اعداؤنا.
وعن آلية دعم القدس ماديا قالت: لقد تم التأكيد على ان دعم المقاومة لا يعني فقط الدعم بالسلاح وانما الدعم بالمال والثقافة وكل اشكال المقاومة في القدس وفي كل مكان والحقيقة ان الانتهاكات الاسرائيلية الأخيرة لمدينة القدس كانت ربما هي الفتيل الذي اشعل مشاعر القادة العرب، ودفعهم لهذا المستوى من النقاش الجدي، والمسؤول واتخاذ هذه القرارات التي نأمل ان تصل الى مستوى الإجابة عن هذه التحديات التي تواجه هذه الأمة.
ولفتت الى ان هناك آليات موجودة في هذه القاعة لا تشعر ان هناك انقساما فلسطينيا، بل تشعر بأن فلسطين هي المقاومة وان الدعم لفلسطين هو الدعم للمقاومة وهذا هو القول الواحد. |