استيقظت العاصمة الروسية موسكو أمس على تفجيرين داميين أوقعا أكثر من 37 قتيلا واكثر من 70 جريحا.
بحسب السلطات الأمنية الروسية فإن الانفجارين نفذتهما انتحاريتان استهدفتا شبكة قطار الأنفاق في موسكو في وقت الذروة الصباحية وهو ما سبب هذا العدد الكبير من الضحايا.
وجاء التفجيران اللذان لقيا ادانة دولية واسعة، تنفيذا لتهديدات نشرت قبل فترة على مواقع للمتشددين وجهها الزعيم الاسلامي الشيشاني المتشدد دوكو عمروف قال فيها إن موسكو ستكون الهدف التالي للثوار.
من جهته، أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (اف اس بي) ان الاعتداءين الانتحاريين يبدوان مرتبطين بـ «مجموعات إرهابية» في القوقاز الشمالي.
وقال الكسندر بورتنيكوف بحسب ما نقلت عنه وكالات الأنباء الروسية ان «الفرضية الأولى تقول ان الاعتداءين نفذتهما مجموعات ارهابية مرتبطة بمنطقة القوقاز الشمالي، نحن نعتبر هذه الفرضية الرئيسية». وتعليقا على الانفجارين طلب الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف أمس تشديد الأمن في مختلف أنحاء البلاد، متعهدا بمواصلة الدولة نهجها الرامي الى «قمع الإرهاب» ومحاربته «حتى النهاية». ونقلت وسائل إعلام روسية عن مدفيديف قوله «من الصعب الحؤول دون وقوع اعتداءات إرهابية كهذه وتأمين سلامة النقل». لكنه أضاف انه «من الضروري تشديد ما نقوم به والنظر إلى المشكلة على نطاق وطني وليس على أنها مرتبطة بمنطقة مأهولة معينة». وتابع «من الواضح ان ما قمنا به من قبل ليس كافيا».
وقال مدفيديف «مع الأسف، يبدو جليا ان ما حدث هو عمل إرهابي سيتم بناء فرضية التحقيق على هذا الأمر». وكلف أجهزة الأمن بالقيام بكل ما يمكن لإبقاء الأمر تحت السيطرة الدائمة على هذه القضية وإطلاعه على تطورات التحقيق. وأعلن «سنواصل نهجنا الرامي إلى قمع الإرهاب في بلادنا وسنواصل حربنا ضد الإرهابيين دون هوادة وحتى النهاية».
وأشار الرئيس الروسي إلى ان على مسؤولي أجهزة الأمن والجهات خاصة أن يستندوا لهذا المبدأ من دون أي تردد حتى النهاية، كما كلف الحكومة بمعالجة نظام الأمن في وسائل النقل على مستوى البلاد كلها. وأوعز إلى سلطات موسكو بتقديم كل المساعدات اللازمة للمصابين وعائلات الضحايا الذين سقطوا جراء الانفجارين.
وقال «من الضروري تقديم كل المساعدة اللازمة سواء كان على المستوى الفيدرالي أو مستوى بلدية موسكو».
بوتين يتوعد
بدوره، تعهد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بـ «القضاء على الارهابيين» الذين يقفون خلف الاعتداءين الانتحاريين. وقال بوتين الذي قطع زيارته الى مدينة كراسنويارسك في سيبيريا «انا واثق من ان اجهزة تطبيق القانون ستفعل كل ما يمكن فعله من اجل القبض على المجرمين ومعاقبتهم»، في اشارة الى مدبري الاعتداءين. وأضاف بحسب ما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية انه «سيتم القضاء على الإرهابيين». وفي سياق متصل أعلن فريق المحققين الذي يعمل في مكان الحادث ان هيئات حفظ النظام ستدرس إمكانية ضلوع المنظمات الإرهابية التي تمارس نشاطها في شمال القوقاز في تفجيري موسكو بمثابة أحد الاحتمالات في اشارة إلى التمرد الذي يخوضه مسلحون اسلاميون من الشيشان وحتى داغستان. وقال ناطق باسم الفريق ان «هذا الاحتمال سيدرس بلا شك». ونقلت وكالة «نوفوستي» عن بيان صادر عن جهاز الأمن الروسي «إن الانفجارين نفذتهما انتحاريتان». وفرضت بعد الانفجارين اجراءات امنية مشددة على محطات القطارات والمطارات في موسكو. ونقلت الوكالة عن أحد المصادر الأمنية قوله ان هذين الانفجارين يشبهان العملية التفجيرية الإرهابية التي وقعت في محطة مترو أنفاق موسكو «أفتوزافودسكايا» في العام 2004 وأيضا تفجيرات مترو العاصمة البريطانية لندن في العام 2005.
إدانة دولية
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس في مقدمة المدينين لتفجيري مترو موسكو.
وقال أوباما في بيان «الشعب الأميركي يقف متحدا مع الشعب الروسي في معارضة التطرف العنيف والهجمات الإرهابية النكراء التي تظهر استهانة بأرواح البشر ونحن ندين مثل هذه الأعمال الشائنة».
وبعث أوباما «ابعث بخالص التعازي لشعب روسيا بعد الخسائر المروعة في الأرواح والإصابات التي نتجت عن تفجيرين في مترو موسكو». كما، أعرب رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون عن تعاطفه مع روسيا ودعمه لها اثر التفجيرات الارهابيية التي استهدفت مترو الانفاق بالعاصمة. وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني «ان براون روع من المشاهد التي خرجت من موسكو».
واقرأ ايضاً:
العراق: السباق على الكتلة «الأكبر عدداً» يحتدم .. وسقوط الضحايا مستمر
بعد اقتراح الدولتين.. القذافي يدعو لتقسيم نيجيريا إلى 4 دويلات
أوباما مفاجئاً جنوده في كابول: طالما أنا قائدكم لن تصل طالبان للحكم
إسرائيل تخنق «الأقصى» بمناسبة عيد الفصح اليهودي