بيروت ــ عمر حبنجر ــ خالد اللحام
استغرب العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله اختلاف الاكثرية والمعارضة على صيغة حكومة الوحدة الوطنية التي طال الحديث عنها بين حكومة من 19 وزيرا للاكثرية و11 للمعارضة او 19 للاكثرية و10 للمعارضة وواحد مستقل، وتوجه للمختلفين في لقاء مع «الأنباء» بقوله: اطلبوا ضمانات على عدم استقالة الوزراء، اطلبوا ضمانة الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
السيد فضل الله تمنى لو ان الحكومة اللبنانية تتريث يومين او ثلاثة لتناقش مشروع المحكمة مع المعارضة في مجلس الوزراء، فلربما جنبت البلد حصول ما حصل، لذلك بتنا نرى ان وراء الاكمة ما وراءها عن الوضع اللبناني العام، وقال سماحته: اميركا لا تريد حلا ولا حربا في لبنان.
كما انه ليس في مصلحة اميركا ان يكون هناك خلل امني، لأنه في حال حصول اي خلل فإن القوات الدولية، التي هي سياسة اميركية ـ اوروبية ودول هذه القوات، ليست مستعدة لابقاء قواتها في ساحة معركة.
واضاف سماحته ان هذا الخلل يفتح المسألة الاسرائيلية بما يربك الوضع، حيث هناك حزب الله والمقاومة في فلسطين، والتصريحات الاسرائيلية المهددة لسورية، وكل هذا ليس من مصلحة اميركا التي تريد ابقاء لبنان مساحة احتجاج سياسي وليس امنيا، وما اقوله هو نتيجة دراستي للموقف.
وردا على سؤال حول دور المرجعيات الدينية في تهدئة الاوضاع، قال السيد فضل الله: مشكلة المرجعيات الدينية سواء كانت شيعية او سنية انها تعيش في دائرة التقليد وتدخل القضايا على المستوى السياسي ومستوى التحديات الثقافية، فلبنان البلد الوحيد الذي فيه حرية، والنظام الطائفي جعل هناك ثغرات لدى كل طائفة تفسح المجال لهذه الدولة او تلك.
واضاف: في اي بلد ليس من حق الديبلوماسي التعليق على شؤون البلد الداخلية، اما في لبنان فإن الديبلوماسيين المعتمدين يعلقون على كل صغيرة او كبيرة، ويساهم الاعلاميون والصحافيون اللبنانيون بهذا الامر المغاير للعرف من خلال طرح اسئلة محلية تفصيلية على الديبلوماسيين حتى في موضوع المحكمة الدولية.
وعن الوضع في العراق، قال السيد فضل الله: كما ترون انه مؤسف للغاية، العراقيون يتحركون باتجاه الاحتلال الاميركي الذي ينطلق من استراتيجية خدمة مصالحه التي تحدثوا عنها عندما دخلوا العراق.
وقال: الآن اميركا غرقت في الرمال العراقية المتحركة، لماذا؟ لأن اميركا استطاعت احتلال العراق بقوتها الضاربة، لكنها لم تدرس مسبقا كيفية ادارة الاحتلال لذلك، فمنيت تجربة برايمر وخلفاء برايمر بالاخفاق.
وتساءل سماحته: هل يعقل ان يصبح العراق بلا جيش؟ لقد فكك الاميركيون الجيش العراقي وافسحوا المجال لسقوط جميع الوزارات عدا وزارة النفط، وأجاب: الآن الجيش والشرطة اللذان تم تطويعهما ليست لديهما اسلحة ثقيلة.
ورأى السيد فضل الله ان بعض الدول المجاورة للعراق تريد ارباك اميركا فيه، واعطى ايران مثالا بقوله: ايران لا تريد السيطرة على العراق، لكنها تحاول ان تشغل اميركا بالعراق، بحيث تمنعها من الضغط عليها، وكذا الامر بالنسبة لسورية، وكذلك تركيا، ومشكلتها مع اكراد العراق، وهناك تصريح لاحد المسؤولين يقول: لقد تحول العراق الى «جامعة للارهاب» تخرج اعدادا كبيرة من دول شتى وعلى درجة عالية من التدريب، العراق نتيجة هذه الفوضى اصبح ساحة.
السيد فضل الله يقول ان الرئيس الاميركي جورج بوش يشعر بانه فشل في العراق، وهو الآن يبحث عن طريق للنجاح.
خلاصة الموقف، برأي السيد فضل الله: ان الوضع اصبح على كف العفريت الاميركي والجندي الاسرائيلي.
وقد تناول العلاقات الخليجية ـ الايرانية بالقول: باستثناء عقدة الجزر الاماراتية الثلاث القائمة منذ عهد الشاه، لا مصلحة لايران بتعكير علاقاتها مع الخليج ولا مصلحة لدول الخليج بتعكير علاقاتها مع ايران.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )