فيما شغل الملف النووي الايراني حيزا هاما من مباحثات الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاول واتفقا على ضرورة الانتهاء من إعداد نظام صارم للعقوبات عليها خلال أسابيع، وجهت المخابرات الاميركية الــ(سي آي ايه) ضربة قوية لهذا البرنامج باعترافها بوجود العالم النووي الايراني شاهرام أميري الذي اختفى خلال تأديته فريضة الحج العام الماضي فر الى الولايات المتحدة.
وقد فجرت المخابرات المركزية الأميركية مفاجأة من العيار الثقيل بعد الكشف عن أن العالم النووي الإيراني الذي طالما اتهمت طهران واشنطن بأنها تقف وراء اختفائه موجود بالولايات المتحدة بعد تمكنه من الفرار من إيران.
ونقلت محطة «ايه بي سي» التلفزيونية الأميركية عن مصادر بالمخابرات المركزية (سي.آي.أيه) أن شاهرام أميري الذي اختفى العام الماضي في ظروف غامضة خلال أدائه فريضة الحج في السعودية قد فر إلى الولايات المتحدة واستقر بها فيما اعتبر المسؤولون بالمخابرات تجنيده بمثابة «ضربة معلم» من قبل المخابرات الاميركية التي تسعى إلى تقويض البرنامج النووي الإيراني.
وقالت المحطة إن أميري شاب في الثلاثينيات من عمره وأنه اختفى في يونيو من العام الماضي بعد ثلاثة أيام من وصوله إلى السعودية. وكان أميري يعمل بجامعة «مالك أشطر» بطهران والتي ترتبط بعلاقة وثيقة بالحرس الثوري الإيراني.
من جهته صرح ريتشارد كلارك، المسؤول السابق بالبيت الأبيض عن مكافحة الإرهاب بأن أهمية هذه الضربة تتوقف على كم المعلومات المتوافرة لدى أميري عن البرنامج النووي الإيراني. وأوضح كلارك أن انتزاع عالم نووي من البرنامج لن يؤدي إلى توقفه.
وحسب مصادر مطلعة على عمليات المخابرات المركزية، فإن اختفاء أميري كان جزءا من عملية استغرقت وقتا طويلا من السي آي أيه لمساعدته على الانشقاق. وقالت المصادر إن السي آي ايه تعاملت مع أميري عبر وسيط عرض التسوية معه نيابة عن الولايات المتحدة. وقالت المصادر إن أميري ساعد في تأكيد تقييمات وتقديرات الولايات المتحدة للبرنامج النووي الإيراني.
في غضون ذلك، قال الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي في واشنطن أنه سبق وحدد مدة زمنية لذلك وأوضح انه إذا لم يتم إحراز تقدم بنهاية العام الماضي، فإن الولايات المتحدة ستمضي قدما في درب العقوبات.
وأعرب عن أمله في الانتهاء من وضع هذا النظام خلال هذا الربيع وأضاف أنه لا ينوي الانتظار لشهور حتى يتم الانتهاء من وضع هذا النظام بل يود أن يرى هذا النظام جاهزا خلال أسابيع. وأكد عزمه المضي بقوة في اتجاه نظام عقوبات من خلال الأمم المتحدة، معربا عن ثقته في إمكانية فرض هذه العقوبات خلال أسابيع.
وقال أوباما ان واشنطن حشدت المجتمع الدولي، ومنهم حلفاء، أبدوا ترددا في السابق إزاء اتخاذ موقف حاسم من البرنامج النووي الإيراني مثل روسيا، حول هذا النهج.
وأضاف أوباما انه لا يريد أن يرى سباقا للتسلح النووي في الشر ق الأوسط، محذرا من ان اندلاع صراع في المنطقة بسبب تصرفات إيران يمكن أن يزعزع أركان الاقتصاد العالمي كله في وقت مايزال يصارع فيه للتعافي من ركوده.
وأكد أن العواقب البعيدة المدى لإيران النووية غير مقبولة إلا أنه وساركوزي يتفقان على أن الباب لايزال مفتوحا للتواصل مع طهران إذا اختارت المرور عبره.
وأوضح أن الإيرانيين يفهمون جيدا ماذا يعني اصطلاح الحل الديبلوماسي وأنه خلال هذه الأثناء سيتم التحرك قدما نحو نظام للعقوبات من الأمم المتحدة.
من جهة أخرى، قال أوباما إنه وساركوزي ناقشا سبل دفع السلام والأمن في مختلف أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط حيث يقران بضرورة أن يتحرك الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي الآن لخلق المناخ الملائم لتوفير أفضل الفرص لنجاح المحادثات التقريبية.
من جانبه أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في المؤتمر الصحافى أن الوقت حان لاتخاذ قرارات بشأن إيران التي لا يمكنها أن تواصل هذا السباق «المجنون»، معربا عن رضاه عن استراتيجية أوباما المزدوجة. وقال إنه أبلغ الرئيس أوباما بأنه ومستشارة المانيا أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني غوردون براون سيبذلون الجهود الضرورية للتأكد من إشراك أوروبا كلها في نظام العقوبات.
وبالنسبة للشرق الأوسط، حذر ساركوزي من أن غياب السلام يمثل مشكلة للجميع ويغذي الإرهاب في مختلف أنحاء العالم. وأعلن ساركوزي تضامنه مع إدانة أوباما للأنشطة الاستيطانية.
وأضاف ان الجميع يعلمون مدى حرصه على صيانة أمن إسرائيل إلا أن عملية الاستيطان لا تحقق شيئا ولا تساهم بأي حال في أمن وسلامة إسرائيل وأن ثمة لحظة سيتعين عندها اتخاذ مبادرة من أجل السلام.
الى ذلك، يتوجه امين المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني وكبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي سعيد جليلي اليوم الى بكين لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الصينيين.
وقالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) ان جليلي سيجري مشاورات مع كبار مسؤولي الصين تتناول اهم القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية وكذلك موضوع ايران النووي.