فيما يستمر الملف النووي الإيراني محور محادثات دولية في أكثر من عاصمة غربية، عادت الأزمة الداخلية لتطل برأسها وان بشكل متواضع مع اتهام صحيفة «إيران» الرسمية زعماء الاصلاح بالتخطيط لتشكيل حكومة مؤقتة وعزل محمود أحمدي نجاد.
وقالت الصحيفة إن زعماء الاصلاح يعملون على الاطاحة بحكومة أحمدي نجاد وتشكيل حكومة مؤقتة للسيطرة على النظام، ولم توضح الصحيفة التي يشرف عليها أحمدي نجاد بنفسه، كيف سيتم عزل الرئيس الإيراني لكنها أكدت أن زعماء الاصلاح وممثلين لهم يواصلون الاجتماعات حتى خلال عطلة النوروز الطويلة. ولمحت إلى رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني والزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي، وقالت إنهما التقيا مؤخرا لتنفيذ مخطط الاطاحة بحكومة أحمدي نجاد وتشكيل حكومة مؤقتة لادارة البلاد.
على صعيد الملف النووي، صرح وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي أمس بأن إيران مازالت تدرس الاتفاق المقترح بشأن تبادل اليورانيوم مع القوى النووية العالمية. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن متقى القول خلال زيارته للجزائر «إن اتفاق تبادل اليورانيوم مازال مطروحا على أجندة المفاوضات ومازال يمكن للدول المعنية التوصل لاتفاق مع إيران».
في غضون ذلك، ذكر مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أمس أن موسكو مستعدة للانضمام إلى العقوبات الدولية لدفع إيران للتخلص من طموحاتها النووية. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية أندري نيستيرينكو بأن «مثل هذه الاجراءات يجب أن تكون مركزة وانتقائية لتحقيق هدف حظر انتشار الاسلحة النووية». وأضاف أن الكريملين لا يعتقد أن العقوبات هي علاج لكن «أحيانا تكون هناك حاجة للجوء إلى مثل هذه الاجراءات لاقناع إيران بتبني توجه بناء».
أما الصين أبرز شركاء ايران الاقتصاديين فقد كررت أمس خلال زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي تصميمها على الاستمرار في السعي للتوصل إلى حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشين غانع قوله ان «الصين ستستمر في السعي وراء تسوية ديبلوماسية للمسألة النووية الإيرانية عبر جهود بناءة». ولم يعط تشين أي إشارة إلى النية في فرض عقوبات لكنه قال ان الدول الست تشاورت مساء أمس الأول واتفقت «كل الأطراف على استمرار الاتصال عبر قنوات مختلفة».
وأضاف ان «الصين تعبر عن قلقها الجدي من وضع المسألة النووية الإيرانية وهي على اتصال وثيق بالأطراف المعنية وتسعى إلى تسوية مناسبة عبر السبل الديبلوماسية».
وشدد على ان الصين تصر على ضرورة حماية نظام حظر الانتشار النووي العالمي وفي هذه الأثناء لابد من أخذ السلام والاستقرار الإقليمي في عين الاعتبار.
تلميحات تشين جاءت بعدما قاله وزير الخارجية الفرنسي بيرنار كوشنير في نيويورك من أن الصين وافقت على الدخول في المفاوضات المتعلقة بفرض عقوبات على طهران وأضاف «لقد وافقوا على البدء» مشيرا الى «ان التحدث عن الموضوع هو خطوة جديدة إلى الأمام».
وهو ما أعلنته سفيرة الولايات المتحدة إلى الأمم المتحدة سوزان رايس مؤكدة أن الصين وافقت على التفاوض في هذا الشأن.