بعيدا عن عودة التفجيرات الدامية التي أعادت للأذهان رائحة العنف وعدم الأمان في الشارع العراقي، يعود الشأن السياسي ليطغى من جديد حيث حصد رئيس الوزراء الاسبق إبراهيم الجعفري ثقة المصوتين ضمن استفتاء التيار الصدري الذي جرى يومي الجمعة والسبت الماضيين لاختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد.
وقال المتحدث باسم التيار الصدري صلاح العبيدي خلال مؤتمر صحافي عقد أمس في مدينة النجف ان الاستفتاء شهد مشاركة 1.428.000 مصوتا شاركوا من جميع المدن العراقية.
وأوضح ان مرشح قائمة الائتلاف الوطني العراقي إبراهيم الجعفري جاء أولا بواقع 24% يليه مرشح ائتلاف دولة القانون جعفر الصدر بواقع 23% ثم مرشح التيار الصدري قصي السهيل بواقع 17% ثم مرشح دولة القانون نوري المالكي بواقع 10%.
كما حصل مرشح القائمة العراقية اياد علاوي على 9% ثم مرشح التيار الصدري بهاء الأعرجي بـ 5% ثم مرشح الائتلاف الوطني العراقي احمد الجلبي بواقع 3% ثم مرشح الائتلاف عادل عبد المهدي بـ 2% يليه مرشح العراقية رافع العيساوي بالنسبة نفسها، كما صوت 5% لشخصيات متفرقة.
واضاف ان تمسك الكتل الفائزة في الانتخابات بمرشحيها سيكون سببا بتأخير تشكيل الحكومة العراقية، مؤكدا في الوقت نفسه عدم التوصل الى اتفاق بين التيار الصدري ودولة القانون خلال زيارة المالكي الى الهيئة السياسية للتيار أخيرا.
من جانبه، أكد المرجع الديني الشيعي الأعلى علي السيستاني على ضرورة مشاركة جميع الفرقاء بتشكيل الحكومة العراقية القادمة من دون استثناء.
وأعلن ذلك فخري كريم مستشار الرئيس العراقي جلال الطالباني في مؤتمر صحافي عقده بمدينة النجف اثر لقائه السيستاني حيث نقل إليه رسالة من الطالباني تتعلق بالأوضاع السياسية الجارية في العراق الآن.
وقال كريم «سلمنا رسالة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني إلى السيد السيستاني تتعلق بالأوضاع السياسية في البلاد، تؤكد اعتزاز الطالباني بالدور الوطني للسيستاني فضلا عن الدور المهم للمرجعية في المرحلة الحالية، بسبب المخاطر التي تتعرض لها العملية السياسية في البلاد».
واضاف ان السيستاني أكد خلال اللقاء «ضرورة مشاركة جميع المكونات السياسية في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، معتبرا ذلك يمثل أهمية كبرى لحماية العملية السياسية في العراق وترسيخها».
وفي إطلالة سريعة على تداعيات أعمال العنف تعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي باتخاذ اجراءات حازمة ردا على التفجيرات الدامية التي تعرضت لها العاصمة العراقية بغداد.
وقال المالكي في بيان ان الهجمات الإرهابية الاخيرة التي تعرضت لها بغداد تهدف الى دفع البلاد نحو الفتنة والفوضى وتحطيم إرادة العراقيين.
وأوضح المالكي ان القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية ستضاعف من إجراءاتها الحازمة والفاعلة والمستمرة لمواجهة الإرهابيين داعيا المواطنين الى التعاون مع الاجهزة الأمنية في تنفيذ هذه الاجراءات.
كما طالب الأحزاب والقوى السياسية العراقية بالتكاتف والوقوف الى جانب الاجهزة الأمنية وعدم صب الزيت على النار على حد تعبيره لكن رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي، لم يترك هذه الهجمات الإرهابية دون ان يدلو بدلوه حيث حمل حكومة نوري المالكي المسؤولية عن مقتل وإصابة العشرات من العراقيين.
وقال علاوي ـ في تصريحات أوردتها قناة «الجزيرة» ـ ان مفاوضات تشكيل الحكومة ستبدأ بعد مصادقة القضاء على نتائج الانتخابات.
وأضاف أن حكومة المالكي فشلت طوال السنوات الـ 4 الماضية في تحقيق الأمن والاستقرار، مشيرا إلى أن ما أسماها القوى الإرهابية هي المسؤولة عن هذه الانفجارات، وفي الوقت نفسه على الحكومة العراقية حماية الشعب العراقي.
وأعرب عن أمله في أن تتشكل الحكومة الجديدة لحماية العراق والعراقيين من النكبات التي يتعرضون لها، بحسب تعبيره.
وأوضح زعيم قائمة العراقية التي فازت بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة التي جرت مؤخرا في البلاد، أن مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية ستبدأ بعد المصادقة على نتائج الانتخابات من قبل المحكمة.
وقال ان المطلوب حكومة دستورية تضم كل العراقيين وقادرة على العمل وتحقيق الأمن والاستقرار، حسب قوله.
واعتبر علاوي ان العملية الديموقراطية في العراق تتعرض للاختطاف رغم وجود رسائل أميركية تنص على حمايتها للديموقراطية والعملية الانتخابية.
وأكد ان بلاده تحتاج حكومة «جامعة تضم كل النخب السياسية وحكومة قادرة على العمل، وليس حكومة غير قادرة على اتخاذ القرار مثلما هو عليه الآن، بحسب تعبيره. الى ذلك، أعلن مصدر في ائتلاف يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي تلقي دعوة لزيارة طهران خلال الأيام القليلة المقبلة، موضحا ان الهدف من الزيارة «قطع الطريق على من يحاول الاصطياد في الماء العكر».
وقال حسين الشعلان النائب في قائمة «العراقية» لوكالة فرانس برس «تلقت القائمة دعوة لزيارة تقطع الطريق على من يحاول الاصطياد في العكر وتشويش أفكار إيران وغيرها خصوصا حول برنامجنا واعتبارهم وصولنا (الى الحكم) يشكل خطورة عليهم».
وأكد الشعلان الفائز عن محافظة الديوانية ان «علاوي لن يكون ضمن الوفد الذي سيتوجه الى طهران».