دعت حكومة المعارضة في قرغيزستان الى استقالة الرئيس كرمان بك باقييف الذي لجأ بعد سيطرة أنصار المعارضة على المقرات الرسمية في العاصمة بشكك الى جنوب البلاد لحشد الدعم لحكمه.
وطالبت رئيسة الحكومة الانتقالية روزا أوتونباييفا باستقالة باقييف الذي كانت قد ساعدته في تولي الحكم قبل 5 أعوام. وقالت إن الرئيس يحاول حشد تأييد أنصاره في معقل نفوذه بجنوب البلاد.
وأضافت وزيرة الخارجية السابقة لـ «رويترز»: «لدينا الآن حكومة مؤقتة قائمة وأنا رئيستها» محددة عمر الحكومة بنصف عام. وقالت ان المعارضة ستضع خلال هذه المدة مسودة الدستور وستهيئ الظروف لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
وكانت الانتفاضة التي امتدت الى بشكك امس الأول بعد يوم من بدئها في إحدى البلدات بالأقاليم قد تفجرت نتيجة الاستياء من الفساد والمحسوبية وارتفاع الأسعار في البلاد التي يعيش ثلث سكانها البالغ عددهم 5.3 ملايين نسمة تحت خط الفقر.
وتابعت اوتونباييفا قائلة ان الحكومة الجديدة ستلتزم باتفاق يسمح باستمرار عمل القاعدة الأميركية. وأضافت «سيظل الوضع الراهن قائما. مازال لدينا بعض الأسئلة بهذا الشأن. امنحونا وقتا وسنستمع الى كل الأطراف ونحل كل شيء».
إزاء ذلك، قال المتحدث باسم القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان اللفتنانت كولونيل تاد شولتيس: «علمنا ان قاعدة ماناس غيرت مواقع بعض الطائرات وعلقت الرحلات من والى القاعدة مؤقتا. هذه التحركات لم يكن لها تأثيرات كبيرة على العمليات او الدعم اللوجستي في أفغانستان». في إشارة للقاعدة الجوية العسكرية في ماناس بقرغيزستان لدعم قواتها في أفغانستان. وأميركا هي من كبار المانحين للبلاد الى جانب الصين وروسيا التي لها ايضا قاعدة عسكرية بالدولة السوفييتية سابقا. وفر باقييف من بشكك إلى جنوب قرغيزستان قاعدة نفوذه التقليدية في البلاد التي تمزقها الخصومات العشائرية. وقال شاهد عيان إنه وصل في وقت متأخر امس الأول الى المطار في مدينة أوش. لكن اوتونباييفا قالت فيما بعد إنه في جلال اباد مسقط رأسه. وأضافت ان البلاد بالكامل تحت سيطرة الحكومة المؤقتة باستثناء أوش وجلال اباد، مؤكدة ان القوات المسلحة وحرس الحدود يدعمان الحكومة الجديدة. وقال مراسل لـ «رويترز» ان مئات من أنصار باقييف اشتبكوا مع معارضين لنظامه في وسط أوش.
وكانت روسيا أول المعترفين بالحكومة الجديدة في قرغيزستان في اتصال هاتفي أجرته رئيستها امس بنظيرها الروسي فلاديمير بوتين. وقال ديمتري بسكوف المتحدث باسم بوتين إن رئيس الوزراء تحدث هاتفيا مع اوتونباييفا بصفتها رئيسة للحكومة الجديدة. واضاف المتحدث باسم بوتين «من المهم أن المحادثة أجريت معها بوصفها رئيسة لحكومة الثقة الوطنية». وتابع «اوتونباييفا قالت إنها مسيطرة على الوضع تماما في البلاد»، مشيرا الى انها ابلغت بوتين ايضا بأن قرغيزستان في وضع اقتصادي صعب وبحاجة الى المزيد من المساعدة. وقال المتحدث ان «بوتين لفت الى ان روسيا لطالما قدمت المساعدة الانسانية الضرورية لشعب قرغيزستان وهي تبقى على استعداد لذلك».
في غضون ذلك، أعربت الصين التي لها حدود مشتركة مع قرغيزستان عن قلقها العميق بسبب الاضطرابات في ذلك البلد.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية جيانغ يو في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت ان «عودة الأوضاع في قرغيزستان الى طبيعتها في أقرب وقت ممكن من مصلحة الشعب القرغيزي وايضا في مصلحة السلام والاستقرار بالمنطقة».