واشنطن ـ أحمد عبدالله
يبدأ اليوم في واشنطن مؤتمر القمة الدولي الذي دعت اليه ادارة الرئيس باراك اوباما لمناقشة الامن النووي في العالم. وتشهد العاصمة الاميركية اجراءات امنية مشددة لتأمين تنقلات واقامة نحو 40 زعيما من زعماء دول العالم يشاركون في وقائع المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين.
وتهدف الادارة الاميركية الى التمهيد لعقد اتفاق دولي للحد من مخاطر وصول الاسلحة والتكنولوجيا النووية الى قوى ارهابية او دول ترعى الارهاب. وتأمل الولايات المتحدة في ان تتوصل القمة الى فتح ملف اجراءات تأمين المواقع والمخازن النووية في البلدان التي قد تتعرض لاضطرابات داخلية لمنع سقوطها في ايد غير مسؤولة.
وكان الرئيس باراك اوباما قد دشن فكرة المؤتمر غير المسبوق قبل قرابة العام بقوله «انني اعلن عن بدء جهد دولي جديد لتأمين المواد النووية حول العالم خلال اربعة اعوام ونحن سنبدأ شراكة جديدة مع العالم لاحتجاز وتأمين تلك المواد الحساسة». وسوف يناقش المؤتمرون السيناريوهات المختلفة لحصول المنظمات الارهابية على اسلحة نووية مسروقة ولتأمين المخزونات النووية في بلدان تتعرض للغزو او لاضطرابات داخلية تؤدي الى شلل السلطات المركزية ومن ثم عجزها عن حماية المواقع والمخزونات النووية فضلا عن تكثيف اجراءات حظر الانتشار النووي.
كما ان من المتوقع ان يناقش المؤتمر حالتي ايران وكوريا الشمالية باعتبارهما بلدان تنظر اليهما الولايات المتحدة وحلفاؤها باعتبارهما مصدر تهديد لاتفاقية حظر الانتشار وتجسيدا لاحتمالات نقل التكنولوجيا النووية من بلد الى آخر.
وتكتنف اجندة المؤتمر خلافات واضحة في مواقف الدول المشاركة. فثمة خلافات حول الموقف من ايران كما يتضح من الصعوبات الحالية التي تواجه تبني رؤية مشتركة للملف النووي الايراني في مجلس الامن وثمة خلافات تجاه الترسانة النووية الكورية الشمالية اذ تتبنى الصين موقفا اكثر مرونة من دول آسيوية اخرى مثل اليابان من هذه القضية.
ويقول الخبير النووي الاميركي رالف توماس ان هناك خلافات اخرى تتصل باحتمالات حصول الارهابيين على اسلحة نووية. ويوضح ذلك بقوله «هناك من يعتقدون ان تلك المخاوف هي مخاوف اميركية خالصة وانها من صنع الخيال. ويصل الامر الى حد ان حلفاء اوروبيين يسخرون من الافتراض بحصول الارهابيين على سلاح نووي وشنهم لهجوم نووي على هدف غربي. من هنا فانني اعتقد ان هؤلاء سيقاومون الدفع الاميركي بوضع ضمانات تحول دون حدوث ذلك».