بيروت ــ عمر حبنجر
قال رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط امس ان الدولة اللبنانية فعلت فعلها بالامس القريب واستطاعت ان توئد الفتنة في بيروت بسرعة استثنائية. جنبلاط الذي كان يتحدث في كنيسة مارجرجس الارثوذكسية في عالية اضاف قائلا: ان رسالتي الى كل الذين ربما يظنون ان المشاريع المنفصلة قد تخدم، فما من شيء سيخدم، فقط الدولة تحمينا على المدىين المنظور والبعيد.
وتمنى ان يكون هذا الصيف واعدا.
وفي موقف لافت لحزب الله، رد نائب الامين العام نعيم قاسم على جنبلاط دون ان يسميه، حيث قال امس: ان ايدينا ممدودة لملاقاة الاقتراحات الوحدوية.
وقال، في خطاب له بمناسبة اجتماعية: لقد سمعنا كلمات ايجابية في الايام الاخيرة، ونحن نقول ردا على هذه الكلمات الايجابية كنا في السابق ايجابيين ولم نتوقف، والآن نحن اكثر ايجابية ايضا، وايدينا ممدودة لملاقات الاقتراحات الوحدوية والوطنية، ونحن حاضرون لأي حل بعيدا عن الوصاية والاستتباع والغلبة، وحاضرون لفتح صفحة جديدة تنهي المآزق الموجودة على جميع المستويات، وبطريقة عملية، وندعو ألا تبقى الايجابية في الكلمات، ونحن حاضرون لاجراءات عملية، اي عندما نقول تعالوا للمشاركة، فنحن حاضرون ان نتفق على برنامج المشاركة غدا او بعد غد ليرى الناس كيف اننا انجزناها.
وتوجه الى الموالاة بالقول: اذا كنتم تريدون حلا من نوع آخر فتعالوا الى انتخابات مبكرة لننجز القانون الانتخابي بأسرع وقت، واذا شئتم حوارا ينتج حلا فقدموا اجراءات عملية حتى لا يكون الحوار مجرد تقطيع للوقت.
وفي السياق عينه، رحب النائب حسن فضل الله (حزب الله) بخطاب النائب جنبلاط ووصفه بالايجابي، وتمنى (كما قاسم) ان يترجم هذا الخطاب الى خطوات عملية.
وعقبت مصادر نيابية اكثرية على هذا التحول متحدثة عن اتصالات لتهدئة الامور لما فيه التفاهم على فك حصار المعارضة لمنطقة وسط بيروت قريبا.
وسجل امس حدث سياسي بارز في اطار التهدئة التي يقودها جنبلاط احتواء لردات الفعل على جريمة خطف وقتل الشابين زياد قبلان وزياد غندور، تم بالتقاء وفدين احدهما من حزب الله والثاني من قوى 14 مارس في منزل ذوي الشهيدين في منطقة وطى المصيطبة في تعزية مشتركة لذويهما.
ويجري جنبلاط اتصالات مكثفة مع فعاليات عائلة شمص لارسال وفد للتعذية، تأكيدا على تبرؤ العائلة من المجرمين ايا كانوا.
وتزامن ذلك مع تزايد التأكيدات الرسمية على اقتراب توقيف قتلة الشابين زياد قبلان وزياد غندور بعد خطفهما من بيروت مرفقة بتقديرات تجمع على الايحاء بأن الجريمة التي روعت المجتمع اللبناني بجميع اطيافه ليست ثأرية فحسب، بل ان هناك من اشعل جذوة الثأر لدى اشقاء المواطن عدنان شمص الذي قتل في احداث الشغب يوم 25 يناير الماضي ليطلق شرارة فتنة اراد اشعالها في هذا التوقيت اللبناني المأزوم، لكن المبادرات السياسية الخيرة كانت اقوى فأخمدت تلك الشرارة في المهد.
وتلتقي على هذه التقديرات اركان في الاكثرية وكذلك في المعارضة كالعماد ميشال عون الذي لاحظ الكثير من الحرفية الاستخباراتية في هذه الجريمة.
ويدعم مثل هذه التقديرات وجود اشخاص من خارج دائرة عائلة شمص بين الموقوفين الخمسة او المطلوبين الآخرين الذين يناهز عددهم الخمسة ايضا.
وقد توقف المحققون مليا امام كون الاتصال الهاتفي الذي اجراه منفذو الجريمة من محلة جدرا في ساحل اقليم الخروب، حيث وجدت الجثتان، قد تم من الهاتف الخليوي لشخص من احدى قرى الاقليم يفترض انه بعيد بدوافعه كل البعد عن دافع الثأر الذي حرك باقي المتورطين في الجريمة.
الصفحة في ملف ( pdf )