بيروت ـ عمر حبنجر
التحرشات الاسرائيلية الحدودية تكاد تغدو حالة يومية يمكن الارتياب في اهدافها الظاهرة منها والباطنة، لكنه رغم القلق الذي تستدرجه هذه التحركات على الجمهور اللبناني المسكون بالمخاوف من كل ما هو آت، فان هذا الجمهور لم ينصرف عن متابعة تطورات الانتخابات البلدية والاختيارية رغم المباراة التي اجريت بروح حضارية والأهم «رياضية» اذ أحيا اطراف الصراع في لبنان امس الذكرى الـ 35 لانطلاق شرارة الحرب الأهلية في 13 ابريل 1975 بمنافسة رياضية «ودية» على ارض ملعب المدينة الرياضية في بيروت، للكشف عن موهبة ارجلهم بعد ان شهد العالم بأسره أداء ألسنتهم.
وشارك في المباراة 12 وزيرا و25 نائبا على مدى شوطين لكل شوط 15 دقيقة، وضم كل فريق وزراء ونوابا من الأطراف السياسية المختلفة من قوى 8 و14 آذار.
وفيما أقفلت أبواب المدينة الرياضية أمام الجمهور لأسباب أمنية، فتحت لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري وكبار المسؤولين وحاملي بطاقات الدعوة الخاصة.
وسبق اللقاء اجتماع تحضيري عقدته لجنة الشباب والرياضة التي شارك رئيسها سيمون أبي رميا مع وزير الشباب علي عبدالله حيث جرى وضع اللمسات الاخيرة على المباراة تحت عنوان «كلنا فريق واحد».
وقد قسم الوزراء والنواب الى فريقين ارتدى الأول زيا احمر بقيادة رئيس الحكومة سعد الحريري يتوسطه العلم اللبناني وارتدى الفريق الآخر الزي الأبيض تتوسطه الأرزة اللبنانية برئاسة النائب علي عمار عضو كتلة الوفاء للمقاومة وانتهت المباراة بفوز الأحمر بهدفين سجلهما النائب سامي الجميل عضو حزب الكتائب الذي أكد بعد المباراة أن أهم رسالة كانت هي: استراتيجية علي عمار الدفاعية عاطلة جداً.
الرئيس الحريري وفي المناسبة عينها اعتبر ان الحرب الاهلية وما رافقها من مجازر وخطف وتدمير وتهجير ذكرى مؤلمة، وشدد على ان الهم الاول يجب ان يكون الحفاظ على السلم الاهلي والعيش الواحد والمناصفة التامة بين المسلمين والمسيحيين في لبنان.
وقال ليس استذكار الماضي وحسب، بل اخذ العبر منه والتطلع للمستقبل بالعمل مع الجميع لبناء غد افضل لاولادنا.
واضاف: ان مشاعري وافكاري تذهب الى عائلات شهداء هذه الحرب، والى كل ضحاياها من مهجرين وجرحى ومفقودين.
التحرشات الإسرائيلية
في غضون ذلك وقبل ان يجف حبر شكوى لبنان الى مجلس الامن حول اقدام قوة معادية على اختراق الخط الازرق ودخول الاراضي اللبنانية حتى اخترقت قوة اسرائيلية السياج الالكتروني الحدودي في منطقة العباسية صباح امس وتولت جرافة معادية تجريف الاراضي على الجانب اللبناني تحت بصر القيادة الدولية ومتابعة الجيش اللبناني الذي استنفر وحداته في المنطقة.
وتحركت الى المنطقة دبابتان اسرائيليتان بمواكبة جرافة و8 آليات هامر ورابطت خلف ساتر ترابي على الجانب الاسرائىلي وحضر الى المكان قائد القطاع الشرقي في القوات الدولية قبيل الظهر وطلب الى قوة الجيش اللبناني التخفيف من حدة استنفارها تجنبا للتشنج، وكذا كان الحال مع القوة الاسرائيلية المتقدمة ما جعل المدرعات الاسرائيلية تتراجع الى خلف اشجار موقع العباسية الاسرائيلية التي تبعد نحو ثلاثمائة متر عن الشريط الحدودي.
ودأبت قوات الاحتلال الاسرائيلية على التحرش يوميا بمنطقة الحدود اللبنانية ما سمح بالاعتقاد انها تنفذ مخططا لاستدراج حزب الله او أي قوة اخرى في الجنوب لعمل حربي.
وقال مراسلون محليون ان الجيش اللبناني لم يفك استنفاره بوجه القوة الاسرائيلية الا بعدما انسحبت القوة الاسرائيلية تحت ضغط القوة الدولية والتهديد اللبناني بالتحرك.
ونقل هؤلاء عن مراجع أمنية ان القوة الاسرائيلية كانت تعمل على تغيير المعالم في المنطقة وهذا ما يرفضه لبنان الى جانب تحفظه على الخط الازرق.
وطالب اهالي العباسية بازالة السياج الجديد.
الانتخابات في الصدارة
في هذا الوقت الانتخابات البلدية والاختيارية فاكهة الموسم في لبنان، لذا فإنها تتصدر الاهتمامات والمواقف، وقد بلغت التحضيرات الأمنية واللوجستية الأوج في ظل توقعات متفائلة بإنجاز هذه الانتخابات بأقل ما يمكن من الانفعال، الا في بعض المدن التي تبدو معرضة لحساسيات سياسية، ومنها زحلة في البقاع وصيدا في الجنوب وجونيه في كسروان وزغرتا في الشمال، وبعض المناطق المسيحية، حيث الصراع السياسي على أشده، بين القوى والتيارات المتعاكسة، كالقوات اللبنانية وحزب الكتائب والتيار الوطني الحر.
بدورها النائبة بهية الحريري أكدت ان تيار المستقبل لم يقل انه تخلى عن مسؤولياته في الانتخابات البلدية عندما رفض التدخل في دعم هذا المرشح او ذاك، انما هذا التيار لا يريد ان يفرض اسماء على الناس بل ان يختار معهم مجموعة من الأسماء والاختصاصات والكفاءات، وقالت لدى لقائها فعاليات صيداوية، ان صيدا لا تخلو من الكفاءات.
وفي صيدا جدد رئيس البلدية د.عبدالرحمن البزري تحالفه مع نائب المدينة السابق اسامة سعد، مع الاشارة الى احتمال عدم ترشحه شخصيا لرئاسة البلدية مرة اخرى.
وترددت معلومات عن احتمال انضمام البزري الى حزب الاتحاد الذي يرأسه الوزير السابق عبدالرحيم مراد الذي حضر لقاء سعد - البزري.
استبعاد التيار الحر عن بلدية بيروت
وتوقفت اذاعة «صوت المدى» الناطقة بلسان التيار العوني، امام أحاديث النواب واحزاب الاكثرية (14 آذار) عن استبعاد التيار الوطني الحر عن التمثيل البلدي في بيروت، في اطار رفض تقسيم بيروت الى دوائر انتخابية، الأمر الذي كان سيؤمن التمثيل الصحيح والإنماء المتوازن، للعاصمة بحسب هذه الإذاعة.\وأشارت الإذاعة الى ان الأمل كان بتشكيل لائحة بلدية توافقية، لكن تلك القوى رفضت ذلك تحت شعار ان التيار الوطني الحر خسر الانتخابات النيابية في بيروت.
زياد عبس، عضو التيار الحر، قال ان الفريق الأكثري كان تعهد بتأمين نتائج انتخابية موازية لما كان يمكن ان تؤمنه «النسبية» في قانون الانتخابات التي تم إرجاؤها بداعي الوقت، لكن ذلك لم يحصل.
وقد رد نائب بيروت عاطف مجدلاني (المستقبل) بالقول: لا نريد ان نضع «ثلثا معطلا» داخل مجلس بلدية بيروت. كتلة نواب بيروت (المستقبل) اجتمعت وأكد النائب محمد قباني باسمها الحرص على الأسس التي أرساها الرئيس الشهيد رفيق الحريري لجهة مراعاة المناصفة في مجلس بلدية بيروت بين المسلمين والمسيحيين.
من أجواء المباراة
- إصابة أكرم شهيب: تعرض الوزير أكرم شهيب خلال تصديه لإحدى الكرات لإصابة بسيطة في قدمه.
- علي بزي: رأى عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي بزي في حديث من ملعب مدينة كميل شمعون الرياضية على هامش المباراة ان لدينا ثقة كاملة بالجمهور ونتمنى لو كان حاضرا اليوم، مشيرا الى اننا ننظر في عودة الجمهور إلى الملاعب، وأكد ان الخلافات أصبحت من الماضي.
- رضوان غندور: رأى الحكم الدولي رضوان غندور على هامش المباراة ان هذه المباراة رسالة للشعب، مؤكدا انه كحكم قاد المباراة وفقا للقانون، وقال ضاحكا انها فرصة حكمنا فيها السياسيين لأول مرة بعد ان كانوا هم يحكموننا، داعيا لأن تكون كرة القدم للتقريب بين الجميع.
- سامي الجميل: قال النائب سامي الجميل ممازحا بعد المباراة: «أهم رسالة اليوم أن استراتيجية علي عمار الدفاعية عاطلة جدا».
- تبديل: خرج النائب إبراهيم كنعان من المباراة بتبديل حيث حل مكانه الوزير طارق متري.
- تبديل آخر: دخل الوزير سليم الصايغ مكان النائب غسان مخيبر.
- بطاقة صفراء: حصل اللاعب النائب آلان عون من الفريق الأبيض على بطاقة صفراء بسبب تسديده الكرة بعد ان أوقف حكم المباراة اللعب بسبب خطأ.
واقرأ ايضاً:
الموسوي لـ «الأنباء»: كلام صفير «مصيبة» وإنّا لله وإنّا إليه راجعون
أخبار وأسرار لبنانية
لماذا الحديث المتصاعدعن «تغيير الحكومة»؟