قبل 30 عاما، أعلنت المستعمرة البريطانية السابقة (روديسيا الجنوبية) نفسها دولة مستقلة بعد 90 عاما من حكم الأقلية البيضاء.
ولكن برغم مرور ثلاثين عاما على الاستقلال وتحديدا في مثل اليوم، فمازال الزيمبامبويون يغلبهم الحزن ويعانون من الفقر والحرمان. ويقول بيلي ماكاموي المولود بعد مرور شهر من الاستقلال: لسنا أحرارا... إذا تحدثت في الأمور السياسية أثناء ركوب الحافلة يوجد شخص يتنصت عليك وعندما تنزل من الحافلة يقومون بإلقاء القبض عليك. نحن نعيش في خوف».
وفي الوقت ذاته، تحول الرئيس روبرت موغابي من ماركسي في منتصف عمره استثمر بقوة في التعليم والرعاية الصحية إلى حاكم مستبد في السادسة والثمانين من العمر لا يبدي أي إشارة على استعداده للتنحي عن السلطة برشاقة رغم أنه أجبر على الدخول في حكومة ائتلاف مع عدوه الزعيم المؤيد للديموقراطية مورغان تسفانجيراي.
وبحلول عام 2008 أطلق حزب «زانو الجبهة الوطنية» بزعامة موغابي العنان لشن هجوم كاسح للقضاء على حزب (الحركة من أجل التغيير الديموقراطي) بزعامة تسفانجيراي. وأخذ الهجوم في بلدة إيبورث شكل القيام بإخراج مؤيدي حزب الحركة من منازلهم أمام الجمهور و«معاقبتهم» بالضرب. ويجري الاحتفال بيوم الاستقلال في زيمبابوي عادة بتجمع حشد من مؤيدي حزب «زانو الجبهة الوطنية» في أحد المدرجات وتنظيم عرض عسكري وكلمة يلقيها موغابي يهاجم فيها عادة الغرب.
لكن ماكاموي يقول انه لن يشارك في هذه الاحتفالات نظرا لانشغاله بالجيل القادم وتوفير فرص التعليم لابنته (اني).
ويمضى ماكاموي قائلا «ان ذلك لن يتحقق مادام هناك موغابي، اننا لسنا مستقلين، اننا نعتمد على كل الدول الغربية التي يمقتها موغابي، يتعين علينا ان نتغير».