عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات
بينما حذر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس في تقرير سري رفعه إلى البيت الأبيض، من أن بلاده لا تمتلك «استراتيجية فعالة على المدى الطويل» لكبح البرنامج النووي الإيراني، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ان بلاده لديها قوة عسكرية «لا تضاهى» تضمن بها الاستقرار للشرق الأوسط، وتمكنها من ردع أي هجمات للاعداء.
وقال أحمدي نجاد أمس خلال عرض عسكري احتفالا بيوم القوات المسلحة «القوات المسلحة الإيرانية تملك اليوم من القوة ما يردع الأعداء حتى عن مجرد التفكير في انتهاك سلامة أراضينا».
الى ذلك، كرر الرئيس الايراني القول ان اسرائيل «سلكت الطريق المؤدية الى سقوطها»، داعيا الدول الغربية الى «التخلي عن نزعتها العسكرية والكف عن دعم هذا النظام القاتل (اسرائيل)» الذي يقف وراء التوتر في المنطقة.
وقال نجاد ان «النظام الصهيوني سلك الطريق المؤدية إلى سقوطه، ودول المنطقة بعد نحو ستين عاما (على وجود اسرائيل) تريد استئصال هذه الجرثومة الفاسدة التي هي السبب الرئيسي لاختلال الأمن في المنطقة».
وطالب مجددا بـ «رحيل القوى العظمى» من الشرق الاوسط بغية «السماح لدول المنطقة والفلسطينيين بتسوية المشكلة» مع الاسرائيليين، من دون توضيح ما يقصد بـ «تسوية المشكلة». وأضاف الرئيس الايراني في خطابه ان «وجود القوات الاجنبية هو سبب النزاعات في منطقتنا. يجب ان تغادر المنطقة» وتابع «ينبغي عليهم ترك المنطقة، وهذا ليس طلبا بل هو أمر وإرادة شعوب المنطقة».
وقال الرئيس الإيراني إن نشر قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في العراق وأفغانستان بذريعة مكافحة الإرهاب أمر لم يثبت فشله فحسب، ولكنه أيضا زاد من الاضطرابات الأمنية في كلا البلدين.
وقال أحمدي نجاد إنه باستثناء «النظام الصهيوني (إسرائيل)» فإن إيران تعتبر جميع الدول الأخرى «أصدقاء وإخوة» ترغب الجمهورية الإسلامية في التعايش معها في سلام.
ولم يأت احمدي نجاد على ذكر الولايات المتحدة مباشرة في خطابه الذي ألقاه بين لافتتين كبيرتين كتب عليهما «الولايات المتحدة لا تستطيع عمل اي شيء» و«يمكننا، وسنكون هنا حتى النهاية».
وعودة الى تقرير وزير الدفاع الاميركي، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، التي نقلت التقرير، أن مسؤولا كبيرا وصف الوثيقة بأنها «تحذير».
وأكدت الصحيفة أن التقرير الذي كتب في يناير حمل وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) والبيت الابيض ووكالات الاستخبارات للعمل على سيناريوهات جديدة لطرحها على الرئيس باراك أوباما.
وتتضمن الخيارات المطروحة للدرس، خصوصا عمليات عسكرية سرية ضد إيران، ان لم ترغمها العقوبات الدولية على التراجع عن رغبتها، كما يرى الغربيون، في اقتناء السلاح النووي.
ويعرض غيتس مخاوف عدة في تقريره، لاسيما سيناريو يعتبر الاكثر ترجيحا في نظر العديد من الخبراء بحسب «نيويورك تايمز»، ويشير الى احتمال امتلاك طهران لجميع العناصر الأساسية لصنع سلاح نووي لكنها تمتنع عن تركيبه الكامل.
وقد تبقى ايران في هذه الحالة موقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي لكن مع كونها قوة عسكرية نووية «افتراضية» بحسب الصحيفة.
الى ذلك يوصي غيتس ايضا في تقريره، بحسب الصحيفة، بالتفكير في سبل لاحتواء ايران ان قررت انتاج السلاح الذري، وفي امكانية حصول مجموعة ارهابية مدعومة من ايران على مادة او حتى سلاح نووي.
من جانبه قال مستشار الامن القومي الجنرال جيمس جونز ان التقرير لا يعكس بدقة رأي الوزير غيتس واضاف «اننا نفعل بشأن ايران ما قلنا اننا سنفعله. ولا يعني اننا لا نعلن للعالم على الملأ مجمل تفصيلات استراتيجيتنا لا يعني اننا لا نمتلك استراتيجية تتوقع كل الاحتمالات. ان لدينا هذه الاستراتيجية».
وقال الناطق بلسان وزارة الدفاع جيف موريل «ان الوزير غيتس يعتقد ان فريق الامن القومي بالادارة خصص وقتا وجهدا كبيرين لبحث ووضع استراتيجية لمواجهة كل الاحتمالات فيما يتعلق بايران».
غير ان الاسئلة الاكثر الحاحا ترددت من معلقين عرفوا بمعارضتهم للادارة، فقد قالت قناة «فوكس نيوز» اليمينية ان تقرير «نيويورك تايمز» يبعث على القلق حول ما اذا كانت الادارة تفعل ما ينبغي ان تفعله لحماية الامن القومي الاميركي. وردد اعضاء جمهوريون في الكونغرس الانتقادات ذاتها واصفين البيت الابيض بالتردد فيما يتصل بقضايا الامن القومي الاميركي.
وقال الكولونيل بات لانغ احد المعلقين البارزين في الشؤون العسكرية والاستراتيجية بالولايات المتحدة لقناة «سي. بي.اس» ان القضية ليست محتوى التقرير ولكن المصدر الذي سربه من مكاتب مسؤولين كبار الى الاعلام. وقال لانغ «هناك انتقادات لاوباما منذ محاولته ممارسة ضغوط على اسرائيل. وهناك محاولة لدفع الادارة الى تبني الموقف الاسرائيلي. ولا يمكن لي ان انظر الى التقرير بمعزل عن ذلك».
في غضون ذلك، قال الناطق بلسان مجلس الامن القومي الاميركي مايكل هامر ان اوباما تلقى خطابا لم يكشف عن مضمونه من الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وأوضح هامر ان الرسالة الايرانية وصلت الى واشنطن الشهر الماضي غير انه لم يحدد تاريخ تسلمها بدقة.
واضاف هامر «لقد تلقينا رسالة من الرئيس احمدي نجاد، ولكنني لن أخوض في تفصيلات ما جاء فيها في اللحظة الراهنة».
وكان الرئيس الايراني قد كشف عن خبر الرسالة في تصريحات ادلى بها الثلاثاء الماضي. وقال احمــدي نجاد آنذاك «لقد بعثت برســالة الى الرئيس اوباما قلت فيها اننا نرحب بالتغيير في واشنطن ولكنني قلت له اننا لم نلاحظ أي تغيير حقيقي حتى الآن».
واقرأ ايضاً:
ملك البحرين يهدي خادم الحرمين «السيف الأجرب»
الأردن يدرج مثنى حارث الضاري على «قائمة الإرهاب»
«الفيس بوك» يغلق صفحة «أسامة بن لادن»
نتنياهو يلمح للأزمة مع أوباما: «علينا ألا نثق بمساعدة الغرباء»
جيش تايلند يتوعد «القمصان الحمر»: لن نسمح لهم بمزيد من التمادي
بريطانيا: زعيم «الديموقراطيين الأحرار» الأكثر شعبية في الحملة الانتخابية