لندن ـ عاصم علي
أظهرت استطلاعات الرأي العام في بريطانيا أمس أن زعيم حزب «الديموقراطيين الأحرار» نيك كليغ تفوق بشعبية شخصه على خصميه زعيم حزب «العمال» الحاكم رئيس الوزراء غوردون براون وزعيم حزب «المحافظين» المعارض ديفيد كامرون. وحصل كليغ في أحد الاستطلاعات لمؤسسة «يوغوف» على تأييد لشخصه (وليس لحزبه) بنسبة 72%، أي أكثر من بلير في ذروة شعبيته عام 1997. وكان رئيس الوزراء السابق ونستون تشرشيل حقق نسبة تأييد بلغت 83% بعيد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، إلا أن حزبه خسر الانتخابات العامة بعد شهور بسبب تردي الوضع الاقتصادي حينها.
ويعتبر هذا الحدث مفاجأة في بريطانيا التي يتسم نظامها السياسي بالتنافس بين حزبين هما «العمال» و«المحافظين» اللذين يتناوبان السلطة.
وارتفعت شعبية كليغ بشكل حاد بعد المناظرة التلفزيونية الأولى بين زعماء الأحزاب الثلاثة يوم الخميس الماضي، والتي أبلى فيها زعيم «الديموقراطيين الأحرار» بلاء حسنا. كما سجلت شعبية حزبه ارتفاعا تفاوتت تقديرات حجمه بين استطلاعات وضعته خلف «العمال» الحاكم بنقطة واحدة عند 30% وثلاث نقاط خلف «المحافظين» (33%)، وأخرى وضعته في المرتبة الثانية بعد «المحافظين» متقدما على الحزب الحاكم. وبعد التقدم المفاجئ لنيك كليغ الذي لم يكن وجها معروفا لدى عديد من البريطانيين، ركز الحزبان الآخران انتقاداتها على الأول. واعتبر حزب «المحافظين» أن فوزا للديموقراطيين الأحرار سيكون خسارة للسيادة البريطانية لمصلحة الوحدة الأوروبية، وسيحول الحكومة البريطانية الى ساحة للجدل عاجزة عن اتخاذ القرارات التي تحتاج اليها البلاد.