مع استمرار المفاوضات العقيمة لتشكيل الحكومة المقبلة، أعلنت السلطات العراقية أمس اطلاق تسمية «وثبة الأسد» على عمليات مطاردة قيادات تنظيم القاعدة والتي اسفرت عن مقتل ثالث اكبر قيادييها أمس، على ما أفاد بيان صادر عن قيادة عمليات بغداد.
وكشف البيان أن «القوات الامنية تطلق تسمية وثبة الاسد على العمليات التي بدأت باعتقال احد زعماء تنظيم القاعدة بتاريخ 11 مارس»، مؤكدا أن «العمليات لاتزال مستمرة».
وكان الناطق باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا اعلن أمس مقتل الزعيم العسكري في مناطق شمال العراق احمد العبيدي بعملية عراقية اميركية مشتركة.
واكد الناطق في وزارة الدفاع ان العملية مرتبطة بالمعلومات التي تم الحصول عليها من خلال الغارات ضد قادة تنظيم القاعدة في الثرثار.
في إشارة الى مقتل ابوعمر البغدادي امير دولة العراق الاسلامية وابوايوب المصري وزير الحرب فيها، وجاءت بعد الحصول على معلومات من احد قيادات تنظيم القاعدة الذي تم اعتقاله.
العراق
وقال عطا ان «قوة عراقية اميركية تمكنت من قتل الارهابي احمد العبيدي الملقب ابوصهيب، القائد العسكري لتنظيم القاعدة في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين»، واضاف ان «العملية جرت فجر اليوم (امس) في مدينة الموصل»، ويأتي مقتله بعد يوم من اعلان مقتل زعيمي تنظيم القاعدة في العراق.
وقال مسؤول امني عراقي رفيع المستوى رفض الكشف عن اسمه ان تنظيم القاعدة في العراق يشهد حاليا اياما سوداء مؤكدا انه ليس امام قيادات التنظيم وعناصره «سوى الهجرة او التسليم او الموت، لانهم اصبحوا مكشوفين لنا».وجرت العمليات التي قتل فيها قياديين للقاعدة بعد الحصول على معلومات مهمة من احد قيادات التنظيم الذين وقعوا خلال الايام القليلة الماضية بقبضة القوات العراقية. وتشير المصادر الى ان رئيس الوزراء نوري المالكي كلف خلية استخباراتية لتحليل المعلومات باقصى سرية للوصول الى الاهداف.
بدوره، اكد المتحدث باسم وزارة الدفاع اللواء الركن محمد العسكري مقتل العبيدي. وقال ان «ابوصهيب خبير في الشؤون العسكرية وهو مطلوب خطير ومتخصص في الاعداد والتخطيط والتنفيذ للعمليات الارهابية»، واضاف «تولدت لدينا معلومات استخباراتية حول مكان تواجده في محافظة الموصل بعد مكوثه فترة في محافظة الانبار»، واوضح ان قوة عراقية اميركية مشتركة قد تعرضت لاطلاق نار كثيف عندما دهمت المنزل الذي كان يسكن فيه ابوصهيب في حي سومر جنوب مدينة الموصل مما اسفر عن اصابة احد الجنود بجروح. وتابع قائلا ان ابوصهيب «رفض تسليم نفسه بعد نداءات اطلقتها القوات، وتم الهجوم على المنزل وعثر على جثته مقتولا داخله». هذا وافادت مصادر بأن «العبيدي كان ضابطا في جهاز المخابرات العراقي السابق، وهو من اهالي مدينة الحظر جنوب الموصل».
ذبح أبناء قيادي بالصحوة
من جهة اخرى، اعلنت الشرطة العراقية عن مقتل خمسة افراد من عائلة قيادي من قوات الصحوة المناهضة للقاعدة، وقال العقيد توفيق الجنابي ان مسلحين مجهولين اقتحموا منزل ابوعلي القيادي في قوات الصحوة في وقت مبكر من صباح (امس) وقاموا بقتل جميع افراد اسرته المكونة من خمسة اشخاص في قرية البو فراج في منطقة الطارمية، واضاف ان «الضحايا هم زوجته وابنته البالغة 22 عاما وثلاثة من اولاده تتراوح اعمارهم بين 12 و16 عاما»، واكد الضابط ان «المسلحين اقدموا على ذبح ابنائه الصبيان بعد قتلهم».واشار الى ان «رب الاسرة كان في واجبه في احدى نقاط الحراسة».
وفي حادث اخر، اعلنت الشرطة مقتل مدير شرطة هيت وأحد مساعديه بانفجار عبوة ناسفة، واوضح مصدر في الشرطة ان «مسلحين مجهولين فجروا منزل ظفر ستوري احد قياديي تحالف وحدة العراق «بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني»، ما اسفر عن اضرار مادية، واضاف «توجه المقدم رحيم عمر مدير الشرطة وفي طريقه انفجرت عبوة ناسفة على موكبه، اسفرت عن مقتله مع احد مساعديه، واصابة 3 اخرين».
بدء إعادة الفرز ببغداد
وارتفعت وتيرة اعمال العنف في العراق مؤخرا فيما مازالت المفاوضات لتشكيل الحكومة متعثرة، وتوقعت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات انتهاء عملية إعادة العد والفرز لأوراق الاقتراع في بغداد خلال مدة لا تتجاوز 10أيام، واشار عضو مجلس المفوضين في المفوضية سردار عبدالكريم في تصريح الى ان عمليات إعادة العد والفرز يدويا في العاصمة بغداد بدأت امس، وأبلغت المفوضية الكيانات السياسية لحضور ممثيلها عملية اعادة العد والفرز كما وجهت دعوة إلى المراقبين الدوليين في بغداد للحضور.
رفض التجديد للمالكي
في غضون ذلك، قال عضو «الائتلاف الوطني العراقي» همام حمودي ان اصرار «ائتلاف دولة القانون» على ترشيح رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي لولاية ثانية يؤثر على عرقلة إعلان التحالف بين الائتلافين.
ومازال هذا الترشح يواجه رفضا من كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري الذي يشكل احد المكونات الاساسية في الائتلاف الوطني العراقي.
وكان الخلاف بين المالكي وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد تعمق عندما قاد المالكي حملة عسكرية لضرب «جيش المهدي» في البصرة جنوب العراق وفي حي الصدر ببغداد عام 2008 واصفا عناصر الجيش المذكور بالخارجين عن القانون.
وقال حمودي في تصريح أذاعته فضائية «الفرات» التابعة للائتلاف الوطني العراقي أن «الائتلاف الوطني ينتظر مبادرة من ائتلاف دولة القانون لمعالجة أمرين الأول اختيار رئيس وزراء باعتماد مبدأ التوافق والثاني يتعلق بضمانات للبقاء متفاهمين».
من جانبها، اعلنت كتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي أنها مع اعادة فرز الأصوات يدويا في بغداد ولكن تحت رقابة دولية.