مع تصاعد نغمة تشديد العقوبات النووية بدعم روسي هذه المرة، وعدم استبعاد واشنطن أي خيار مع حلفاء ايران في لبنان وسورية، استعرضت طهران عضلاتها العسكرية وأعلن الحرس الثوري الإسلامي أمس نجاح المرحلة الاولى من مناورات «الرسول الأعظم 5» التي تستمر حتى الغد في مياه الخليج ومضيق هرمز.
المتحدث باسم المناورات البريغادير جنرال علي رضا تانجسيري أوضح أن هدف المرحلة الاولى للتدريبات هو تدمير أهداف العدو الافتراضي على الارض.
من جهتها كشفت وسائل الإعلام الإيرانية عن أن الحرس الثوري الإيراني اختبر في هذه المرحلة وبنجاح زورقا سريعا جديدا يمكنه تدمير سفن الأعداء.
وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الايرانية إن الحرس قام وللمرة الاولى بتشغيل زورق يا مهدي «الذكي والفريد»، واختبر أيضا عددا من الألغام البحرية الذكية التي يصعب كشفها. وأضافت أن «زورق يا مهدي الفائق السرعة الذي يمكنه تفادي أجهزة الرادار قادر على تعقب واستهداف سفن العدو بطريقة ذكية وتدميرها». وقالت إن إيران تنتج هذه الزوارق في الوقت الحالي بأعداد كبيرة.
وقد كشف تانجسيري عن ان زورق يا مهدي يمكن التحكم به عن بعد ويمكن لصواريخه إحداث ثغرات بعمق 7 أمتار في أي سفينة للعدو.
من جانبه، ذكر تلفزيون «برس تي.في» الرسمي الناطق باللغة الانجليزية أن مناورات الحرس الثوري في الخليج تظهر قدرات إيران الدفاعية وعزمها على الحفاظ على الأمن في المنطقة.
أما وكالة أنباء العمال الإيرانية فقد أكدت أن أكثر من 300 من الزوارق الفائقة السرعة المزودة بقذائف وصواريخ وتحمل قوات كوماندوس تابعة للحرس الثوري تشارك في المناورات. معتبرة أن «هذه الزوارق كابوس العدو».
وذكرت أن سفينة حربية يفترض أنها تابعة للعدو دخلت المياه الإقليمية الايرانية وتم استهدافها واحتجازها وتدميرها.
بدورها، قالت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) ان الزوارق السريعة التابعة للحرس الثوري استعرضت في المرحلة الاولى من المناورة قدراتها السريعة في مضيق هرمز.
وكشفت ان 313 قطعة من العوامات السريعة والقاذفة للصواريخ وقذائف الـ «آر بي جي» ووحدات الاستكشاف والقوات الخاصة للحرس الثوري.
وقالت الوكالة ان «الطوافات التابعة للحرس الثوري والتي تمتلك القدرة والسرعة والتدمير وإطلاق حجم كبير من النار والقدرة على الاختفاء عن الرادارات المتطورة» شنت هجمات على «العدو» المفترض.
التدريبات الايرانية جاءت ترجمة لمخاوف غربية من أن إيران قد تلجأ إلى «حرب غير متكافئة» إذا تعرضت لهجوم وذلك بأن ترسل مثلا مجموعات من الزوارق السريعة لإعاقة عمليات العدو في الخليج والمضيق الذي تجتازه نحو 40% من كميات النفط العالمي القادمة من الخليج.
وتعليقا على هذه المناورات قال تيودور كاراسيك مدير الأبحاث في معهد الشرق الادني والخليج للتحليل العسكري إن استخدام مجموعات الزوارق السريعة يمكن أن يكون «أداة فعالة» ضد العدو. وأضاف لـ «رويترز» في دبي «هذه نقاط القوة لديهم. ما سيحاولون فعله (في حالة نشوب صراع) هو منع المرور في المضيق والمناطق المحيطة به». بموازاة ذلك، أعلنت روسيا أمس أنها لا تستبعد إمكانية أن يتخذ مجلس الأمن الدولي قريبا إجراءات ضد إيران في حال عدم تجاوبها مع مطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي.
ونقلت وكالة «نوفوستي» عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله في مؤتمر صحافي «إذا ظلت الأمور على حالها أي في الطريق المسدود فلا أظن أن مجلس الأمن الدولي سيبقى في موقف المراقب اللامبالي لمدة طويلة».
وأشار إلى أن هدف المجتمع الدولي يتمثل في حمل طهران على تنفيذ القرارات التي اتخذتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووافق عليها مجلس الأمن.
بيد ان الرد الإيراني جاء سريعا اذ هددت أمس برد قوي على من يعمل لفرض عقوبات عليها.
ونسبت «ارنا» الى النائب الأول لرئيس الجمهورية محمد رضا رحيمي قوله «ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبفضل جهود خبراء وزارة النفط سترد بقوة على كل من يعمل على فرض العقوبات ضد طهران».
في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية الپنتاغون مجددا أمس الاول ان تحركا عسكريا أميركيا لضرب إيران لايزال خيارا مطروحا بينما تباشر الولايات المتحدة نهج الديبلوماسية والعقوبات لإيقاف البرنامج النووي الإيراني.
وقال جيف موريل المتحدث الصحافي للپنتاغون «لم نستبعد أي خيار من على الطاولة فيما نمضي في مساري الضغط والحوار».
واقرأ ايضاً:
اعتقال «والي بغداد» المسؤول عن تفجيرات أغسطس الدامية
إسرائيل بدأت بتحويل جنوب «الأقصى» مساراً توراتياً ـ تلمودياً
نتنياهو يستقبل ميتشل برفض طلب أوباما وقف الاستيطان
أرمينيا تعلّق موافقتها على اتفاق السلام مع تركيا