على مسمع ومرأى من العالم، تواصل إسرائيل خططها الدؤوبة لتهويد القدس المحتلة حيث كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ان الاحتلال الإسرائيلي بدأ بتنفيذ مشروع تهويدي كبير لتحويل منطقة جنوب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة خاصة منطقة دار الإمارة الاموية الى منطقة ومسار توراتي تلمودي مرتبط بالهيكل المزعوم.
وأكدت المؤسسة في تقرير لها أمس انه من خلال زياراتها ورصدها المتواصل لاحظت ان الاحتلال بدأ بمشروع كبير لتهويد كامل منطقة جنوب المسجد الأقصى فيرتبط بمشروع تهويدي لبلدة سلوان وخاصة منطقة وادي حلوة. وقال التقرير ان الاحتلال شرع بأعمال إنشائية لتحويل هذه المنطقة الى مسار تهويدي تحت مسمى (مسار المظاهر التوراتية) كجزء من مسارات تهويدية تشمل الأسوار الإسلامية التاريخية للبلدة القديمة بالقدس.
وأوضح ان لفظ (المظاهر) مسمى لموقع ديني يهودي يتم من خلاله حسب ادعائهم التطهر قبل دخول الهيكل المزعوم مشيرا الى انه سبق البدء بهذا المشروع اعمال حفريات إسرائيلية واسعة استمرت عدة اشهر شملت سرقة وطمس معالم أثرية إسلامية في المنطقة.
وبين التقرير ان الاحتلال بدأ قبل ايام بأعمال إنشائية شملت نصب اخشاب ومد حبال كمقدمة لتحضير وتحديد مسارات سياحية في منطقة الامارة الأموية الواقعة خلف الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى قريبا من مبنى الجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني.
ولفت الى ان «هذه المسارات ترتبط بدرج بنته واستحدثته المؤسسة الإسرائيلية وافتتحه ايهود باراك عندما كان رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك عام 1999 كمرفق من مرافق الهيكل المزعوم».
وحذرت مؤسسة الأقصى في تقريرها من هذا المشروع التهويدي الذي يهدف الاحتلال من خلاله الى تطويق المسجد بمواقع تهويدية كنقاط انطلاق لأي عدوان مستقبلي على المسجد المبارك.
وأكدت ان هذا المشروع وما يرافقه من حفريات يصل بعضها الى اسفل المسجد الأقصى من جهة الجنوب خاصة عند الآبار الواقعة أسفله تشكل خطرا مباشرا على المسجد.
وأوضحت ان هذا المشروع التهويدي يرتبط بمخططات تدريجية لتقسيم المسجد الأقصى كمرحلة من مراحل محاولة بناء الهيكل المزعوم على حساب الأقصى.