رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس ما تردد عن عرض إسرائيلي لإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة «بأي حال من الأحوال».
وحذر في كلمة أمام الجلسة الافتتاحية لاجتماعات الدورة الثالثة للمجلس الثوري لحركة «فتح» بمقر الرئاسة في رام الله بالضفة، من أن الجمود في عملية السلام وممارسات إسرائيل والتهرب من مواجهة الحقيقة «يحفر الطريق لخيارات أخرى نحن لا نقبل بها ولا نسعى إليها ولكن صار هناك حديث عنها» وأشار في هذا الصدد إلى «خيار الدولة الواحدة لأن الناس وصلت لحالة إحباط بسبب عدم وجود رؤية لدى الاحتلال».
وقال «أحذر من أن فكرة الدولة الواحدة بدأت تتسرب بين الناس لأن الأمل على أرض الواقع أصبح يتضاءل شيئا فشيئا والسؤال لإسرائيل هل تريدون الدولتين على حدود 67 نحن جاهزون وإن كنتم لا تريدون فأنتم تتحملون المسؤولية عن ذلك».
نظام الفصل العنصري
وشدد على أن «القدس عنوان السلام ومصيرها لا ينفصل عن باقي القضايا وحل مشكلتها» معتبرا «كل ما يجري داخل القدس من تهويد وانتهاكات وأعمال استيطانية باطل باطل باطل من أساسه ولا يمكن القبول به كأمر واقع أو الاستسلام لنتائجه بأي حال من الأحوال»، مشبها الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية «بنظام الفصل العنصري» في جنوب أفريقيا ومؤكدا الحاجة إلى «قيادة اسرائيلية شجاعة» لإنهائه.
وقال إنه «من المفارقات أن العالم يعتبر النظام العنصري ذكريات والنظام العنصري يتكرس اليوم ويتسع نفوذه وممارساته عبر الاحتلال الاسرائيلي المباشر ومصادرة الاراضي والمقدسات عنوة».
وطالب الإدارة الأميركية بموقف واضح من إسرائيل داعيا إياها إلى فرض حل على الجانبين.وقال «أدعو المجموعة الدولية إلى تدخل أقوى لمساندة الجهود الأميركية وجهودنا الفلسطينية في مطالبة حكومة إسرائيل بأن تتقدم نحو عملية سلام جادة». وتوجه عباس، الى الرئيس الاميركي باراك اوباما وقال «ما دمت تعتقد وانتم يا اعضاء الادارة الأميركية بأن قيام دولة فلسطينية مصلحة استراتيجية أميركية اذن من واجبكم ان تحثوا الخطى من اجل ان نصل الى الحل وان تفرضوا هذا الحل» وتابع «طلبنا منهم أكثر من مرة افرضوا حلا. قولوا احنا بدنا حل.
إسرائيل تنفي
في المقابل، نفت مصادر سياسية اسرائيلية مسؤولة أمس ما تردد عن اقتراح اسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية بحدود مؤقتة.
ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن المصادر قولها ان إسرائيل لم تطرح على القيادة الفلسطينية فكرة إقامة دولة بحدود مؤقتة، بل عرضت عليها اقتراحا آخر ينص على توسيع صيغة جنين النموذجية بمعنى تسليم الفلسطينيين المسؤولية الأمنية عن أي منطقة يثبتون فيها قدرتهم على حفظ الأمن ومكافحة الإرهاب.
وأضافت المصادر أن الجانب الفلسطيني لم يرد بعد على هذا الاقتراح الخاص بصيغة جنين.
من جهة أخرى دعا عباس أمس حركة «حماس» إلى التوقيع على ورقة المصالحة المصرية متعهدا بمناقشة كل الملاحظات والتخوفات عقب ذلك عبر حوار مباشر ومعلنا رفضه فكرة إقامة دولة فلسطينية مؤقتة ومجددا المطالبة بوقف الاستيطان في القدس الشرقية لاستئناف المفاوضات.
وطالب عباس في كلمته حركة حماس بـ «الخروج من دوامة الصراع والخلاف حول بعض بنود مبادرة مصر الشقيقة» مشددا على أنه «لا يجوز في حال من الأحوال استمرار هذا التمزق بسبب نقطة هنا أو هناك».
وتعهد برعاية حوار وطني ولقاء كل الشخصيات الفلسطينية حال التوقيع على الورقة وقال «في اللحظة التي يتم التوقيع على المبادرة سأقوم شخصيا برعاية الحوار الوطني واللقاء مع كل الشخصيات ومناقشة الملاحظات والتخوفات بروح مسؤولة».
وقال «أقدم هذا الالتزام علنا أمام شعبنا وأدعو لتجاوز الصغائر نحو الاهتمام بالأمور الكبرى».
حماس: مقترحات ميتشل صهيونية
من جانبها: قالت حركة حماس ان الولايات المتحدة تعمل على عرقلة جهود المصالحة الفلسطينية وان مبعوث السلام الاميركي ميتشل لا يحمل سوى مقترحات صهيونية.
وقال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحماس في بيان ان «ميتشل لا يحمل في جعبته أي جديد سوى مقترحات صهيونية قدمها له رئيس الوزراء الاسرائيلية بنيامين نتنياهو تشكل في جوهرها خطوة التفافية تعيد انتاج القديم في المواقف الصهيونية للتهرب من وقف عمليات التهويد والاستيطان، على ان تقدم اسرائيل رشوات تفاوضية لسلطة رام الله تحت عنوان سلسلة من البوادر الحسنة».
واعتبر الرشق ان «عودة سلطة عباس في رام الله لطاولة المفاوضات ستشكل مجددا غطاء لتهويد القدس».
وتساءل «عن اي مفاوضات يتحدثون والعدو الصهيوني قرر انتهاج ثلاث سياسات خطيرة في وقت واحد وهي تهويد القدس والاستمرار في بناء المستعمرات وزيادة مساحاتها والابعاد».