بعد اسبوع من اعلان السلطات العراقية والاميركية قتلهما، اقر تنظيم القاعدة في العراق بمصرع زعيميه البغدادي والمصري، في الوقت الذي شنت فيه القوات العراقية عملية جديدة لملاحقة عناصر القاعدة في معظم مناطق جبال حوض حمرين الوعرة شمال بغداد، اسفرت عن العثور على وكر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام البائد عزة إبراهيم الدوري.
وذكرت صحيفة «الصباح الجديد» العراقية المستقلة امس أن «قوة عراقية مشتركة مدعومة بطيران عسكري للقوات الأميركية قامت بتوجيه ضربات قاسية لتنظيم القاعدة المتمركز في تلال حمرين وعثرت خلال العملية على وكر نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام السابق عزة إبراهيم الدوري».
ونسبت الصحيفة لمسؤول أمني عراقي قوله إن قوات عراقية مشتركة من الشرطة والجيش نجحت في الوصول الى صيد ثمين خلال اليومين الماضيين يتمثل في كشف مقر القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في بلاد الرافدين والتي كانت تدير عمليات اثارة العنف في اربع محافظات هي: ديالى وكركوك وصلاح الدين اضافة الى بغداد.
وأضاف المسؤول أن مراكز القيادة جرى وضعها في مناطق نائية وبعيدة جدا في تلال حمرين (شمال شرق بعقوبة) في مناطق تضاريسها صعبة للغاية من المستحيل ان تصل اليها اي عجلات او مدرعات عسكرية.
وأوضح: «تم العثور على سجلات ووثائق مهمة تبين اهم مخططات القاعدة في العراق واهدافها المقبلة وسبل دعمها وطرق تنقل الانتحاريين العرب من خارج الحدود اضافة الى مخازن ومخابئ للاعتدة والمتفجرات».
وأضاف المسؤول « تم العثور على مخابئ لما يسمى بتنظيم الطريقة النقشبندية المرتبط بنائب رئيس مجلس قيادة الثورة في النظام السابق عزة إبراهيم الدوري اضافة الى الوكر الذي كان يقيم به الدوري وهو اشبه بكهف صخري صغير في منطقة نائية جدا على مقربة من مقرات القاعدة ما يدلل على التنسيق العالي بين تنظيمات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق والقاعدة».
ووصف المسؤول المخططات والوثائق التي تم العثور عليها بأنها «ثمينة جدا» وهناك ترابط حيوي بين تنظيمات القاعدة في العراق والبلدان العربية المجاورة خصوصا في عملية نقل الانتحاريين العرب.
وأشار الى أن القاعدة كانت تخطط لاستهداف السفارات والوزارات الحكومية منذ بداية عام 2009، الا أن ضعف الدعم اللوجستي المتضمن وصول متفجرات ذات قدرة تدميرية هائلة اسهم في تأخير سلسلة من العمليات الكبرى في بغداد، مبينا انه في اغلب العمليات الارهابية التي ضربت العاصمة خلال الاشهر القليلة الماضية كانت نقطة الصفر تبدأ من تلال حمرين.
وأكد المسؤول أن «القاعدة كانت تخطط لتجنيد انتحاريين عراقيين لارسالهم الى دول عربية مجاورة بهدف ضرب مناطق حساسة بها وانها حسب معلوماته الاولية نجحت في الامر وهناك مخططات لضرب اهداف مهمة لم يكشف عنها».
وفي السياق نفسه، قال اللواء محمد العسكري الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية ان العملية «اثمرت ايضا عن القبض على احد ابرز المطلوبين في تنظيم القاعدة والملقب ابوحمزة الخشالي في منطقة التحرير وسط بعقوبة، وهو ضمن قوائم المطلوبين الخطرين».
وأشار الى ان القوات تمكنت من اعتقال قيادي آخر «المكنى ابو فاطمة وهو العقل المخطط والمدبر للتفجيرات التي وقعت في يوم الانتخابات التشريعية في بعقوبة».
وشهدت محافظة ديالى وكبرى مدنها بعقوبة سلسلة من التفجيرات اودت بحياة عدد من الاشخاص واصابة العشرات في يوم الانتخابات. وأوضح العسكري ان «العمليات مستمرة لملاحقة الاهداف المطلوبة والتي تتوافر معلومات عن حركتها وتواجدها من منطقة الى اخرى ومن قرية الى اخرى».
وبالرجوع الى اعتراف «القاعدة» بمقتل قائديه، اكد بيان صادر عن التنظيم امس مقتل ابو عمر البغدادي ووزير حربه ابو ايوب المصري، وافاد البيان ـ نقلا عن وزير الهيئات الشرعية في «دولة العراق الاسلامية» ابو الوليد عبدالوهاب المشهداني ـ بأن «البغدادي كان قد وصل احدى المضافات في تلك المنطقة يستقبل زوارا لحسم بعض شؤون الدولة وحضر اللقاء وزيره الاول ابو حمزة المهاجر».
واضاف البيان «لما وصلت القوة المهاجمة اشتبكت معها مفرزة الحماية واجبرتهم على الانسحاب فما تجرؤا على دخول المنطقة».
وتابع «بعد قصف عدة اهداف بينها ذلك المنزل بالطائرات وتأكدوا من تدميرها بالكامل وقتل من كان فيها، ثم تفاجئوا بوجود الشيخين».
وأشاد المشهداني بالرجلين وقال في البيان «ولئن قدر الله ان يقتل الشيخان في هذا الوقت بالذات، فإنهما تركا جيلا فريدا تربى على أعينهما».
وبعيدا عن الوضع الامني وعودة الى التشكيل الحكومي المتعثر، توقع القيادي بالقائمة العراقية عدنان الدنبوس أن يتأخر تشكيل الحكومة المقبلة حوالي خمسة أشهر، مشيرا إلى أن هذا التأخير سيضر بالعملية السياسية في ظل الأوضاع السيئة التي يعيشها العراق على مختلف الأصعدة.
وقال الدنبوس إن الشعب العراقي يعيش حالة من الترقب في انتظار وصول الكتل السياسية إلى توافقات لتشكيل الحكومة المقبلة وأي تأخير إضافي على هذه المسألة سيؤدى إلى تدهور الأوضاع أكثر.
وأضاف أن أي تغيير في النتائج النهائية للانتخابات من خلال إعادة عمليات العد والفرز يدويا في بغداد سيؤدى إلى تأخير أكثر في تحالفات المرحلة السياسية المقبلة في ظل مطالبات الكتل الاخرى بإعادة العد والفرز في بعض المحافظات.
وبخصوص اللقاء المرتقب بين رئيسي القائمة العراقية إياد علاوي وائتلاف دولة القانون نوري المالكي، أوضح الدنبوس أن اللقاء إذا تم فإنه في صالح العملية السياسية وعلينا ألا نكون متفائلين جدا بنتائج هذا اللقاء في ظل وجود مطبات كثيرة.
وأوضح أن القيادي في القائمة العراقية حسن العلوي التقى مؤخرا مع المالكي، وقال الدنبوس «إن اللقاء كان صريحا جدا وعالي النبرات من أجل إذابة الجليد».
واقرأ ايضاً:
إيران اختتمت مناوراتها باختبار 5 صواريخ جديدة .. ومعلومات عن صفقة يورانيوم مع زيمبابوي
متطرفون يهود يعربدون في القدس بحماية شرطة الاحتلال
زوجة كروبي تحمّل السلطات الإيرانية «مسؤولية» سلامته
«المحافظين» البريطاني المعارض يتصدر و«العمال» الحاكم في المرتبة الثالثة
55 قتيلاً في المعارك على الحدود بين دارفور وجنوب السودان