بيروت ــ عمر حبنجر
الحدة التي افتقدها الجو السياسي في لبنان خلال الاسبوعين الماضيين عادت مصحوبة بـ «جفاف» كلامي ليتخطى المقبول في بعض الحالات، فقد عاد الروح السياسي بين بعض اطراف المعارضة والموالاة حول «النقاط السبع» التي على اساسها صدر القرار الدولي 1701 الذي اوقف الحرب العدوانية الاسرائيلية الصيف الماضي، وامتدت المهاترات الى موضوع المساعدات والتعويضات لمتضرري الحرب على خلفية رفض الحكومة القبول بمشروع حزب الله لاعادة اعمار الضاحية عبر شركة «وعد».
وانعكس كل ذلك على موضوع المحكمة الدولية، حيث اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لقناة «العربية» ان المحكمة الدولية يجب ان تنشأ رغم الطريق المسدود الذي وصلت اليه في لبنان «لأن قتلة الرئيس رفيق الحريري يجب ان يواجهوا العدالة». وقالت رايس: اذا اضطررنا سنقوم بالدفع لانشائها في ظل الفصل السابع.
في غضون ذلك، ضاعفت المعارضة من حملتها على رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على خلفية مؤتمره الصحافي الذي كشف فيه بعض الملابسات المتعلقة بتوزيع اموال التعويضات على المتضررين من حرب الصيف الاسرائيلية بالاضافة الى استهزائية بالمتراجعين عن دعمهم للبنود السبعة التي بني عليها القرار 1701 في وقت كان السنيورة غادر فيه بيروت الى لشبونة (البرتغال) في زيارة خاطفة.
بالمقابل رأى الوزير المستقيل طراد حمادة (عن حزب الله) ان البنود السبعة اشبه بالطرح الذي يموت قبل ان يولد كون جزء منها ادرج في القرار 1701 والجزء الآخر لم يؤخذ به في القرارات الدولية.
في هذا الوقت، بادرت وسائل اعلام الاكثرية الداعمة للحكومة الى نبش تصريحات قادة المعارضة المؤيدة لـ «البنود السبعة» فور صدورها كالرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والقمة الروحية لرجال الدين في بكركي وسواها من مواقف وتصريحات لاثبات تراجع هذه القيادات عن مواقفهم.
الصفحة في ملف ( pdf )