عواصم ـ أحمد عبدالله والوكالات
قبل ان يركب فيصل شاه زاد (30 عاما) أميركي الجنسية ـ من أصول باكستانية الطائرة متوجها إلى دبي، ألقت السلطات الأميركية امس الاول القبض عليه بتهمة محاولة تفجير سيارة مفخخة في ساحة التايمز «تايمز سكوير» الشهيرة وسط نيويورك، فيما قالت مصادر أميركية ان طائرة شاه زاد غادرت المطار وتمت اعادتها فيما بعد لتبدأ التحقيقات مع المشتبه به، الذي اعترف حسب مصدر اميركي مطلع على التحقيقات قائلا: إنه عمل بمفرده ونفى أي صلة له بجماعات متشددة في باكستان.
لكن المصدر المسؤول عاد ليتابع «استنادا الى خبراتنا المتراكمة من الصعب تصديق ان يكون هذا عمل شخص بمفرده. من الصعب أن يكون قام به بمفرده. هناك الكثير مما لا نعرفه بعد». من جانبه، قال المدعي العام في الولايات المتحدة الأميركية ايريك هولدر ان نية المشتبه به كانت قتل اكبر عدد من الأميركيين مضيفا «لن يهدأ لنا بال حتى يتم القاء القبض على جميع المشتبه بهم».
الفيس بوك
لم يكن اي من اصدقاء المتهم فيصل شاه زاد في قضية سيارة نيويورك المفخخة التي ضبطت مساء السبت الماضي قبل ان تنفجر والذين بلغ عددهم 115 صديقا يتوقع ان يواجه المحققين ذات يوم كمشتبه بضلوعه بعملية ارهابية.
الا ان محققي مكتب التحقيقات الفيدرالي بدأوا استدعاء الاصدقاء بعد فحص صفحة فيصل على موقع «فيس بوك» لاستجوابهم بشأن صلتهم بفيصل الذي برهن على انه «ليس فقط ارهابيا من الهواة ولكنه قد يكون مغفلا» حسب قول براد غولد المسؤول في فرع التحقيقات الفيدرالي بنيويورك.
وبدأت السلطات الامنية الاميركية فحص سجلات الهواتف النقالة لاصدقاء فيصل على الفيس بوك بالاضافة الى هواتف منازلهم وجمع المعلومات عن كل منهم بحثا عن صلة تربطهم بأي تنظيمات خارج البلاد. غير ان غولد قال انه لا يوجد حتى الآن ما يثبت ان اي من فيصل او اصدقائه لهم مثل هذه الصلات.
كاميرا أحد السائحين
وكان فيصل قد اعتقل بعد ان اظهرت كاميرا احد السياح صورته وهو يغير قميصه امام السيارة بعد هبوطه منها. وقد التقط السائح شريطه من داخل مطعم مجاور لموقع ترك السيارة دون ان يلاحظه فيصل ثم ما لبث ان سلمه الى الشرطة. وتوصل المعمل الجنائي لمكتب التحقيقات الفيدرالي الى رقم محرك السيارة رغم محاولة محو بعض ارقامه فضلا عن ذلك فقد نسي فيصل محو رقم المحرك مما مكن الامن من قراءة الرقم ومن ثم توصل المكتب الى تاريخ السيارة والى آخر من باعوها. وعند استجواب المالك الاخير قال ان شابا يعتقد انه باكستاني او هندي قد اشترى منه السيارة في فناء مركز للتسوق ودفع 1800 دولار ثمنا لها. واصطحبت قوات الامن مالك السيارة الى سجلات مكتب التحقيقات الفيدرالي حيث عرضت عليه آلاف الصور.
ونظرا لان فيصل كان قد حصل على الجنسية الاميركية في ابريل من العام الماضي فان صورته كانت حديثة نسبيا مما ساعد مالك السيارة على التعرف عليه. وكان فيصل قد ترك في سجلات التجنس عنوانا ثبت انه لايزال يقيم فيه حتى اللحظة وبعد ان عرف ان سيارته قد ضبطت قبل انفجارها. وجرى تعميم اسم فيصل وصورته على المطارات والمخارج الحدودية مما ادى الى ضبطه خلال محاولته السفر الى دبي من مطار جون كيندي بنيويورك اول من امس. وقالت الشرطة ان المتهم سافر الى دبي من قبل في يونيو من العام الماضي وانه عاد الى الولايات المتحدة الشهر الماضي.
وقال راي كيلي قائد قوات شرطة نيويورك ان اجهزة الامن لم تحدد بعد ما اذا كانت هناك جهات خارجية تقف وراء المحاولة الفاشلة. واوضح ان هناك اشحاصا آخرين يجري البحث عنهم في اللحظة الراهنة لاستجوابهم بشأن احتمال تورطهم في الواقعة.
من جانبها تعهدت باكستان امس بمساعدة الولايات المتحدة في جمع معلومات عن الرجل لتقديمها للعدالة.