رغم تحقيق رقم قياسي لم يستغرق أكثر من 53 ساعة للقبض عليه، شكلت عملية تمكن فيصل شاه زاد المتهم بمحاولة تفجير «تايمز سكوير» من ركوب الطائرة رغم وجود اسمه على قائمة الممنوعين من السفر مثار جدل واسع وتحقيقات مكثفة من قبل السلطات الأميركية. وقال البيت الأبيض ان تحقيقا موسعا فتح حول المسؤولين عن ذلك.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس «اعتقد انه من المهم ان نفهم ان النظام معد ليعمل على أساس التدقيق المتكرر». في إشارة إلى نظام الممنوعين من السفر.
ورفض غيبس لأسباب أمنية توضيح إجراءات عمل قائمة الممنوعين، لكنه قال انه حتى لو ان الطائرة تمكنت من الإقلاع، فإن لدى السلطات الاميركية السلطة لأن تأمر الطيار بالعودة والهبوط لوجود راكب مشتبه به على متنها.
وقال «هناك سلسلة إجراءات يمكن تكرارها وتمكين شرطة الحدود من فحص قائمة ركاب معتمدة هو احد الأمثلة»، مؤكدا انه «في حال ارتكاب خطأ من جانب الشرطة، يمكننا التحقق منه».
على صعيد التحقيقات مع شاه زاد، فقد اتهم الشاب الباكستاني الأميركي أمس الأول رسميا بالإرهاب الدولي في محاولة تفجير السيارة الـ «نيسان» المفخخة.
ونص محضر الاتهام على انه حضر «دورة تدريب على صنع القنابل» في منطقة وزيرستان في باكستان قبل الهجوم.
حيث أكد وزير العدل الأميركي اريك هولدر ان شاه زاد «اعترف بتورطه» في محاولة التفجير.
من جهته، أكد مساعد مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جون بيستولي ان شاه زاد «قدم معلومات وقرائن إثبات مهمة».
إلا ان شاه زاد المولود في باكستان وحصل على الجنسية الاميركية العام الماضي لم يمثل أمس الأول أمام قاض كما كان متوقعا ولم يقدم بعد حجته.
أما الدعوى التي تقع في 10 صفحات فتتهم الشاب الذي كان مقيما في كونيكتيكت بمحاولة «استخدام سلاح للدمار الشامل» لقتل الناس في ساحة نيويورك المكتظة السبت.
كما تتضمن 4 تهم أخرى هي محاولة قتل أشخاص في الولايات المتحدة عبر الإرهاب الدولي ونقل عبوة مدمرة ونقل متفجرات ومحاولة تدمير مبنى.
وفي حال إدانته، سيحكم عليه بالسجن مدى الحياة.
وقال مسؤولون ان احد أخطر جوانب القضية هو احتمال وجود علاقات بين مخطط شاه زاد وناشطين في أسرته في بلده الأصلي باكستان.
وفي كراتشي أكد مسؤولون أمنيون انهم أوقفوا شخصين اتصلا هاتفيا بشاه زاد.
وصرح مسؤول باكستاني طالبا عدم كشف هويته بأن المتصلين هما من أقربائه لكنهما ليسا متهمين بأي علاقة مباشرة مع محاولة تفجير السيارة.
من جهته ذكر، الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أشاد بالشرطة لسرعة تحركها، بأن «هذا الاعتداء هو تذكير قاس جديد بالمرحلة التي نعيشها»، مشيرا الى انه تم إنقاذ مئات الأرواح بفضل يقظة قوات الأمن في نيويورك.
واضاف «لن نخضع للترهيب ولن نتقوقع على أنفسنا من الخوف»، مشددا على انه «سيتم إقرار العدالة وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لحماية الشعب الأميركي».
التحقيقات حول حادثة تايمز سكوير، امتدت عبر البحار حيث اعتقلت أجهزة الأمن الباكستانية شخصين على الأقل لهما صلة بشاه زاد وذكرت قناة «دون نيوز» الباكستانية المحلية نقلا عن مصادر مطلعة أن أحد هذين الشخصين صديق لفيصل ويدعى توصيف والآخر حماه ويدعى افتخار ميان وقد ألقي القبض عليهما بمساعدة مخابراتية في بلدة ناظم آباد الشمالية في كراتشي بإقليم السند جنوبي باكستان.
فيما صرح مسؤول امني كبير بأن أجهزة الأمن ألقت القبض أمس على عدة أشخاص لصلتهم بفيصل شاه زاد من بينهم اثنان اعتقلا في كراتشي وقد استدل على أنهما على صلة بالمتهم فيصل شاه زاد عن طريق السجلات الهاتفية.
إلا أن وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك نفى أمس قيام قوات الأمن باعتقال أي شخص على صلة بالقضية.
واقرأ ايضاً:
علاوي يحذّر من مخاطر «التحالف الطائفي» بين المالكي والحكيم
«المحافظين» في المقدمة.. وبراون يخطب ود الناخبين المسلمين
إيران تبدأ مناورات «الولاية 89» البحرية ونجاد : بن لادن شريك بوش وهو في واشنطن
17 مرشحاً إسلامياً في انتخابات محلية ألمانية
ميتشل يعود إلى المنطقة وإسرائيل غير متفائلة بالمفاوضات