ما إن بدأ النيويوركيون في التقاط أنفاسهم بعد المحاولة الفاشلة لتفجير ساحة «تايمز سكوير» حتى فوجئوا أمس بشاحنة مهجورة على جسر «روبرت كنيدي» مما تسبب لهم في حالة ذعر أدت إلى إقفال قوات الأمن الجسر لساعتين قبل أن تعود وتفتحه بعدما تأكدت أنها لا تحتوي على أي عبوة ناسفة.
وذكرت شبكة «سي إن إن» أن شرطة نيويورك أغلقت الجسر لمدة ساعتين في كلا الاتجاهين بعد تقارير عن وجود شاحنة متروكة على الجسر المعروف سابقا باسم «ترايبورو».
وقال نائب مفوض شرطة المدينة بول براون إن وحدة تفكيك القنابل حضرت إلى موقع الحادث بعدما وصلها تبليغ من موظف يعمل بالقرب من المكان بأنه اشتم رائحة وقود قوية من الشاحنة.
وأجرت الشرطة فحصا بالأشعة للشاحنة ثم فحصا يدويا بما في ذلك فتح فجوة على جانب الشاحنة للتأكد تماما من خلوها من أي متفجرات وقال براون «لا يوجد أي أدوات تفجير من أي نوع في أي جزء من العربة».
أما عن حادثة ساحة «تايمز سكوير»، فقد تكاثرت الأدلة حول تورط حركة «طالبان باكستان» في محاولة التفجير الفاشلة للسيارة المفخخة في مدينة نيويورك الأميركية يوم السبت الماضي.
ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية عن مسؤولين أميركيين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية ودقة الموضوع قولهم انه بعد يومين من الاستجواب للمتهم في محاولة التفجير الأميركي من أصل باكستاني فيصل شاهزاد تتزايد الأدلة حول تقديم حركة «طالبان باكستان» له التخطيط والتدريب خلال الأشهر التي سبقت إقدامه على ركن السيارة المفخخة عند تقاطع مكتظ في منهاتن ليل السبت الماضي.
وقال المسؤولون ان شاه زاد ناقش اتصالاته مع المجموعة وجمع المحققون أدلة أخرى لن يكشفوا عنها، وفيما حذر أحد المسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما من ان ما من «دليل لا يقبل الجدل حتى الساعة» بشأن قيام «طالبان باكستان» بإدارة محاولة التفجير قال آخرون ان ثمة مؤشرات قوية على ان شاه زاد تعرف على بعد أفراد الحركة وربما لعبوا دورا في تدريبه.
وأشاروا إلى ان ما يسعى المحققون وراء معرفته هو هوية الطرف الذي اشترى سيارة شاه زاد وتذكرة السفر إلى دبي، وقال أحد المسؤولين «ثمة من يدعمه ماليا وهذا رابط نبحث عنه وهو يقود منطقيا إلى طالبان باكستان».
لكن المسؤولين الأميركيين قالوا انه بات أكثر صعوبة فصل عمليات المجموعات المسلحة في المناطق القبلية الباكستانية فقد أصبحت المنطقة مرتعا لمنظمات تتقاسم طريقة التفكير نفسها فتخطط لهجمات في المدن الباكستانية وعبر الحدود الأفغانية وفي أوروبا الشرقية وأميركا.
واعتبرت الصحيفة انه في حال تأكد ضلوع حركة «طالبان باكستان» في محاولة التفجير فستكون مجموعة مسلحة جديدة تمدد عملياتها خارج الأجندة السياسية المحلية وتضرب في الولايات المتحدة، من جانبه، قال وزير الداخلية الباكستاني رحمن مالك امس انه يعتقد ان من غير المرجح ان المعتقل بشأن المؤامرة الفاشلة لتفجير في ساحة تايمز سكوير في نيويورك قد عمل بمفرده.
واضاف مالك اثناء زيارة للعاصمة الصينية «حسب المعلومات المتاحة فانه يقول انه عمل بمفرده، ولكني لن أميل لتصديق ذلك»، وقال مالك ان باكستان مستعدة لأن تقدم لهم «كل المساعدة ودعما كاملا» لتقديم الجناة الى العدالة.