اسطنبول ـ هدى العبود
بشر الرئيس السوري بشار الاسد بقرب تشكل «المنطقة الاستراتيجية» الممتدة من القوقاز الى الشرق الاوسط، وقال: خلال عشر سنوات سنرى خريطة أفضل من الخريطة الحالية.
وخلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره التركي عبدالله غول في اسطنبول أمس، دلل الرئيس السوري على قرب تشكل هذه المنطقة بتحسن العلاقات بين دولها وقال متسائلا «من كان يتخيل قبل بضع سنوات أن نرى هذه المنطقة ما بين الشرق الأوسط والقوقاز تسير بهذا الاتجاه». وأضاف «إذا نظرنا اليوم إلى العلاقة السورية ـ التركية والسورية ـ الإيرانية والعلاقة التركية ـ الإيرانية والعلاقة التركية ـ الأرمينية والآن العلاقة بين سورية وأذربيجان وأرمينيا لوجدنا أنها تتطور من القوقاز إلى الشرق الأوسط» واعتبر أن «تركيا هي الجزء الطبيعي جغرافيا ما بين هاتين المنطقتين فعليها مسؤولية كبيرة في هذه العلاقة وأنا متأكد انه خلال عشر سنوات أخرى سنرى خريطة أفضل بكثير من الخريطة الحالية التي نعيش فيها».
وقال الأسد إن «الزيارات بين سورية وتركيا اليوم تكتسب أهمية اكبر من ذي قبل وخاصة بعد توقيع الاتفاقيات الأخيرة التي تأتى في إطار مجلس التعاون الاستراتيجي لان العلاقة بين البلدين تطورت ولكن في الأشهر الأخيرة تطورت بشكل متسارع جدا ومع هذا التطور وهذا التوسع في العلاقات تظهر المشاكل بشكل اكبر وهذا لا يعني أننا ننتظر أن نلتقي على مستوى هذه القمة لكي نناقش هذه المشاكل «مشيرا إلى أنه ناقش وغول «العناوين الرئيسية في هذا الموضوع واتفقنا على بعض الخطوات وطلبنا من المسؤولين حل العقبات ومناقشة تفاصيلها».
وفي ملف السلام جدد الرئيس السوري بشار الأسد تأكيده على غياب الشريك الإسرائيلي في عملية السلام وتمسك بلاده بالوساطة التركية بين دمشق وتل أبيب.
وقال الأسد أمس في بداية زيارته التي تستمر يومين «قد يكون السؤال البديهي، عن أي سلام تتحدثون؟ لا يوجد سلام ولا توجد عملية سلام ولا يوجد شريك. أكدت للرئيس غول على تمسك سورية بالوساطة التركية التي نرى فيها حلا وهى ناجحة لان الوساطة الناجحة تعنى تحقيق السلام»، لافتا إلى أن الوساطة التركية تمثل مشكلة أيضا كون إسرائيل لا ترغب في وجود وسيط نزيه.
واعتبر أن إسرائيل ليست شريكا على الأقل في المرحلة الحالية و«لا أعتقد أنها كانت شريكا في المرحلة التي سبقتها» مذكرا بما فعله رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود أولمرت «عندما أراد أن يرد الجواب لرئيس الحكومة التركي رجب طيب أردوغان خلال أيام حول السلام فكان الرد بالهجوم على غزة وقتل الآلاف، ولا ننسى ما يحصل الآن من حصار غزة وما يحصل في القدس».
وأضاف «لا أحد يتمنى الحرب، والمشكلة أن حالة اللاحرب واللاسلم لابد أن تنتهي بسلم أو أن تنتهي بحرب لذلك عندما نعمل نحن وتركيا من اجل التوصل الى السلام فلكيلا نرى ما لا نتمناه، المشكلة لا نستطيع فقط أن نتمنى يجب أن نعمل، لذلك علينا أن نتحرك بهذا الاتجاه».
وفي الشأن العراقي قال الرئيس السوري إن وجهات النظر متفقة حول الحكومة العراقية المقبلة التي تحمل مهمتين الأولى جمع العراقيين كلهم من اجل إعادة العراق الى دوره الطبيعي وطبعا هذا يعنى إنهاء الاحتلال، والنقطة الثانية هي أن تكون هذه الحكومة قادرة على بناء علاقات جيدة مع دول جوار العراق».
وحول الملف النووي الإيراني أكد الأسد على «اتفاق البلدين على حق كل الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وعلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل ووجهة نظر سورية أن يبدأوا في التفتيش بإسرائيل وبعدها يستطيعون الحديث عن بقية الدول».
في غضون ذلك كشف مصدر موثوق للأنباء أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سينضم اليوم إلى مباحثات الرئيسين السوري والتركي الذي قال من جانبه إنه «لابد من تأسيس السلام في منطقة الشرق الأوسط بدءا من إقامة الدولة الفلسطينية على أراضيها».
وأضاف غول ان القدس ليست فقط للفلسطينيين وليست مسألة عربية إنما هي قضية تخص كل العالم الإسلامي، مؤكدا أن ما يجرى من تنقيب تحت القدس والإجراءات التي اتخذت ضد المدينة هي إجراءات خطيرة».