واشنطن ـ أحمد عبدالله
عرقل أعضاء في مجلس الشيوخ ينتمون للحزب الجمهوري محاولة الأغلبية الديموقراطية في المجلس أمس الأول تعيين روبرت فورد سفيرا للولايات المتحدة في سورية، اثر محاولة الديموقراطيين تثبيت تعيين فورد، تلك المحاولة التي تتطلب «موافقة بالإجماع» وهو إجراء يستخدم في التعيينات التي لا تثير جدلا لكن يمكن ان يتوقف التعيين إذا عارضه سيناتور واحد على الأقل، وكان هذا السيناتور هو الجمهوري توم كوبرن الذي قال باسم حزبه انه غير مقتنع بملاءمة توقيت إرسال السفير الجديد الى دمشق في اللحظة الراهنة.
ويعد كوبرن احد أهم أعضاء مجلس الشيوخ المدرجين على قائمة الدعم المالي الذي تقدمه المنظمات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة. وقال انه يعي ان إدارة الرئيس باراك اوباما تحاول إلصاق تهمة عرقلة تعيينات البيت الأبيض بالمعارضة الجمهورية في الكونغرس وانه «غير مهتم» بهذه الادعاءات.
وأوضح كوبرن وعدد آخر من أعضاء الكونغرس من الحزبين انهم عارضوا تعيين فورد او أي سفير أميركي جديد آخر في دمشق حاليا بسبب مزاعم عن تورط سورية في أعمال معادية لسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وذكر كوبرن والمعارضورن الآخرون في رسالة بعثوا بها الى البيت الأبيض ان خطوة تعيين السفير «تعد مكافأة للسوريين على اعمال معادية قاموا بها ضد الولايات المتحدة وهو أمر غير مقنع بالنسبة لنا» أي بالنسبة لموقعي الرسالة.
ويأتي تأجيل تعيين فورد بمنزلة موقف رمزي من المعارضين في مجلس الشيوخ لسياسة أوباما تجاه سورية إذ ان من المستبعد ان يؤدي ذلك الى إلغاء قرار إرسال السفير الجديد او قيامه بمهامه الاعتيادية حتى وقت صدور قرار من مجلس الشيوخ بالموافقة على تعيينه.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما اختار فورد في 16 فبراير الماضي بعد ان أعطى السوريون موافقتهم على ترشيح السفير الجديد.
هذا وعلق المسؤول الأميركي السابق في وزارتي الخارجية والدفاع والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن آنتوني كوردسمان على قرار العرقلة بقوله لـ «الأنباء» «انه قرار غير مفهوم على مجلس الشيوخ الإسراع بإرسال السفير الجديد حتى لا نعزل أنفسنا عما يحدث»، وأشار الباحث الأميركي الى ان مدفيديف يعتزم زيارة أنقرة بعد زيارته لسورية وان التوقعات تشير الى قرب توقيع اتفاق تركي روسي يقضي ببناء انبوب كبير للغاز يبدأ من روسيا ويمر عبر تركيا الى أوروبا الغربية.