لندن ـ عاصم علي والوكالات
على رغم حلوله في المركز الثالث وحصوله على مقاعد أقل من تلك التي نالها في انتخابات عام 2005، إلا أن حزب «الديموقراطيين الأحرار» الذي حصل على 57 مقعدا بات صاحب الكلمة في من سيشكل حكومة صاحبة الجلالة، «المحافظين» المعارض الذي حصل على 306 مقاعد من أصل 649 مقعدا، أو «العمال» الحاكم وحظه كان 258 مقعدا، وذلك نتيجة لخروج الانتخابات ببرلمان معلق.
وبعد اجتماع ليلي بين زعيمي «الأحرار» نيك كليغ و«المحافظين» ديفيد كاميرون أول من أمس، اجتمع كليغ أمس مع قادة حزبه ثلاث مرات آخرها مع المجلس التنفيذي من أجل اتخاذ قرار في شأن العرض المحافظ، حيث يتوقع أن يواجه أي اتفاق بين كليغ وكامرون معارضة داخل الحزبين نظرا إلى تباعد سياساتهم، وقرب «الأحرار» الى «العمال» تاريخيا (كلاهما على يسار المحافظين)، علاوة على معارضة «المحافظين» أي اصلاح للنظام الانتخابي.
وأفادت مصادر قريبة من كليغ بأن رئيس الوزراء غوردون براون تحدث هاتفيا إلى زعيم «الأحرار» ووجه له انتقادات شديدة مصحوبة بتهديدات على عكس نوعية الحديث الذي جرى مع كامرون واتسم بالاحترام المتبادل. وشدد كليغ في تصريحات للصحافيين أمس على أولوياته وبينها «اصلاح سياسي أساسي»، لكنه أكد أن حزبه سيعمل وفقا لروح بناءة خلال الساعات والأيام المقبلة.
وكان براون عرض على «الأحرار» اصلاح النظام الانتخابي وتحالفا أساسه الحفاظ على التعافي الاقتصادي.
وفيما تلوح امام الاحرار اغراءات القيام بدور في الحكومة لأول مرة منذ عقود، تصطدم مساعي كليغ بمخاوف كثيرين من أعضاء حزبه يخشون أن يضطر ثالث الأحزاب البريطانية الى التضحية بالكثير من السياسات التي يعتز بها حتى يبرم اتفاقا. وإذا فشلت المشاورات بين الديموقراطيين الاحرار والمحافظين، فسيكون هناك احتمال بإبرام اتفاق بين الديموقراطيين الاحرار وحزب العمال، لكنه سيكون أكثر تعقيدا لأن الحزبين معا لا يملكان عددا يكفي من النواب لتشكيل أغلبية في مجلس العموم البريطاني الذي يضم 650 مقعدا. ويجب على الاتفاق بينهما في هذه الحالة أن يشمل أحزابا أخرى كجماعات قومية مثل حزب بليد سيمرو في ويلز والحزب القومي الاسكوتلندي.
إلى ذلك، صرح مراقبون من دول نامية بأن الانتخابات البريطانية غير الحاسمة أظهرت ضرورة اصلاح النظام الانتخابي في بريطانيا وكذلك انتهاك الاجراءات بشكل كبير. وبعد الانتقادات البريطانية الكثيرة للمخالفات الديموقراطية في الدول النامية، انقلبت الاوضاع يوم الخميس الماضي عندما راقب وللمرة الاولى أشخاص من دول في منظمة الكومنولث الانتخابات البريطانية وشاهدوا إبعاد مئات الناخبين عن مراكز الاقتراع المزدحمة.
ويقوم النظام الانتخابي في بريطانيا على أن يفوز المرشح الذي يحصل على العدد الاكبر من الاصوات في الدائرة الانتخابية بمقعد في البرلمان لكن الانتخابات لم تسفر عن نتيجة واضحة للمرة الاولى منذ عام 1974.
واقرأ ايضاً:
الأسد: إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل يبدأ من إسرائيل
الجمهوريون يعرقلون إقرار تعيين فورد سفيراً لأميركا في دمشق
بضغط عربي.. «النووي الإسرائيلي» أمام الوكالة الذرية الشهر المقبل
مجلس الأمن يدين مقتل جنديين مصريين في دارفور
منظمة التحرير توافق على بدء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل .. وحماس تعتبرها خطيئة سياسية