فيما بدأت إسرائيل في بناء مستوطنات جديدة في القدس المحتلة، اعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان المفاوضات غير المباشرة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية انطلقت رسميا امس. وقال عريقات خلال مؤتمر صحافي عقب لقاء المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله «نستطيع ان نقول ان المفاوضات غير المباشرة مع الحكومة الإسرائيلية بدأت».
وأشار الى ان المفاوضات ستجرى لمدة «أربعة أشهر»، معبرا عن الأمل في ان «تتجاوب الحكومة الإسرائيلية وان تعطي فرصة لعملية السلام وجهود السيناتور ميتشل وادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما». وقال عريقات ان «الخطوات ايجابية والرئيس محمود عباس أكد لميتشل انه سيبذل كل جهد ممكن لانجاح جهوده وان هذه المفاوضات سيتم التركيز فيها على الحدود والأمن». وأضاف المفاوضات «ستكون على مستوى الرئيس عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو وسيتنقل بينهما ميتشل وفريقه». من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ان بدء هذه المفاوضات شكل «صدمة» للفلسطينيين.
وقال فوزي برهوم ان «بدء المفاوضات شكل صدمة لكل الشعب الفلسطيني وهو بمنزلة تحد لمشاعر أهلنا في القدس وفي فلسطين الذين سرقت أراضيهم ودمرت بيوتهم». وأضاف برهوم «هذه عبارة عن قارب نجاة لحكومة نتنياهو التي كانت في ازمة جراء المطالبة الدولية لها بوقف الاستيطان وانهاء الانتهاكات» كما «جاءت ايضا بمنزلة اخراج (الرئيس الأميركي باراك) اوباما من ورطته بعد وعده بوقف الاستيطان مقابل عودة المفاوضات».
ورأى المتحدث باسم حماس ان بدء المفاوضات غير المباشرة «خطوة مخيبة للآمال ويستفيد منها الاحتلال وستحبط كل الجهود التي بذلت من اجل فضح جرائم العدو وتعريته امام العالم». في المقابل، وتزامنا مع اعلان منظمات يهودية داعية للسلام عن عزم سلطات الاحتلال لبناء المزيد من الوحدات الاستيطانية في القدس المحتلة، قال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو انه من الاستحالة التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين دون موافقتهم على الدخول في مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وقال نتنياهو في كلمة القاها في بداية الاجتماع الأسبوعي لحكومته «اننا نتوقع ان تؤدي موافقة الفلسطينيين للدخول في مفاوضات قادمة غير مباشرة معنا الى مفاوضات مباشرة».
وأضاف «انه من المستحيل تحقيق السلام فيما تفصل مسافات بين الجانبين ومن دون الجلوس على طاولة معا في غرفة واحدة».