عواصم ـ هدى العبود
اكد الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف قبيل زيارته الى دمشق امس ان بلاده ستبذل جهودها الجادة من اجل المساعدة على اعادة اطلاق المفاوضات العربية الاسرائيلية.
واضاف مدفيديف في مقال افتتاحي نشر في صحيفة «الوطن» السورية امس ان محادثاته مع الرئيس السوري بشار الاسد ستركز على المواضيع الملحة للامن الاقليمي مشددا على ان روسيا ستبذل جهودها الجادة من اجل استئناف مفاوضات السلام العربية ـ الاسرائيلية. واعتبر ان من واجب روسيا وسورية التنسيق مع الدول المعنية الاخرى وبذل الجهود الدؤوبة لتشجيع التحرك نحو السلام والاستقرار في الشرق الاوسط.
وعبر مدفيديف عن سعادته للقيام بهذه الزيارة التي تعتبر الاولى لرئيس روسي الى دمشق وحتى خلال العهد السوفييتي مؤكدا انه لا يستطيع تجاهل القضايا الاقليمية والدولية خلال زيارته الى دمشق التي وصفها بأحد اهم المراكز السياسية في الشرق الاوسط. وقال ان مهمة اقامة نظام عالمي جديد عادل ومستقر تتصدر اليوم جدول اعمال المجتمع الدولي وخصوصا في عالم باتت تفرض فيه تعددية الأقطاب واقعها اكثر فاكثر على جميع المستويات، وتتقدم الى مكان الصدارة ضرورة البحث الجماعي عن اساليب مواجهة التحديات والمخاطر الشاملة. واعتبر مدفيديف انه والى جانب التقلبات المالية والاقتصادية تشكل النزاعات الاقليمية والمحلية والارهاب والجريمة العابرة للحدود والتحديات الغذائية والمناخية تهديدا للتنمية العالمية. وعبر عن قناعته بان لدى روسيا وسورية مجالا واسعا للتعامل على هذا الصعيد. وفي شأن العلاقات بين البلدين دعا الرئيس الروسي الى مضاعفة المنجزات القائمة والتقدم الى الامام معتبرا ان مهمة الارتقاء بالعلاقات الثنائية الى مستوى نوعي جديد تتطلب قبل كل شيء تفعيل الحوار السياسي المتعدد الابعاد.
واكد مدفيديف اهمية توسيع التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والعلمية والتقنية والثقافية والانسانية وفي مجال الطاقة والنقل.
وطالب بضرورة السعي لاعادة حجم التبادل التجاري بين البلدين الى ما كانت عليه الحال في عام 2008 حينما بلغ ملياري دولار تقريبا ومن ثم زيادته.
الى ذلك، أكد الرئيس السوري بشار الأسد استعداد بلاده لتقديم جميع أنواع الدعم إلى تركيا في مجال مكافحة الإرهاب والتصدي لنشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية. وأشار الأسد في حديث لصحيفة «صباح» التركية امس إلى أهمية خطة الانفتاح الديمقراطي التي أعدتها الحكومة التركية لحل المشكلة الكردية سلميا، قائلا إن تركيا لا يمكنها إقرار الإرهاب أو قبوله، ومن الضروري العمل على إنهائه.
وقال إن سورية تجري مناورات عسكرية مشتركة مع تركيا وإن جيشي البلدين يتحركان بشكل مشترك، لكن جزءا كبيرا من منطقة شمال العراق، وحتى بعض السياسيين في اربيل يقدمون الدعم لمنظمة حزب العمال الكردستاني، وهذا الدعم يشجع أعضاء المنظمة الانفصالية.
وأضاف أنه ليس المهم الحديث عن تشكيل حكومة عراقية جديدة، وإنما المهم، ماذا ستقدم الحكومة الجديدة للعراق وللمنطقة؟ وكيف ستستطيع توحيد الصف العراقي، وكيف ستؤمن الاتفاق بين الشيعة والسنة وبين الأكراد والعرب وكيف ستحمى بنية كركوك ذات العرقيات المتعددة؟