دمشق ـ هدى العبود
قال الرئيس السوري بشار الأسد إن الحلول الوسط موجودة دائما إلا في الحقوق، مضيفا أن الأرض يجب أن تعود كاملة وأي شيء كالعلاقات والترتيبات الأمنية والتفاصيل الأخرى كلها فيها حلول وسط، وتساءل «إذا أتى شخص وقام بسرقة ممتلكاتك فأنت يمكن أن تقبل بتسوية بأي اتجاه ولكن لا تقبل بألا يعيد الممتلكات كاملة.. والتسوية تكون على الجوانب الأخرى»، بينما رأى الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أن «الإدارة الأميركية لا تعمل ما يجب» لدفع عملية السلام إلى الأمام.
وأشار الأسد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع مدفيديف في دمشق الى ان روسيا أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام التي انطلقت في مدريد ومرجعية مدريد مازالت المرجعية الصالحة حتى اليوم لعملية السلام، وهذا لا يتعارض مع المرجعيات الأخرى الموجودة في المبادرة العربية بل على العكس كلها تعود بجذورها لقرارات مجلس الأمن.
وأضاف الأسد «روسيا عضو دائم في مجلس الأمن ومن أولى مسؤولياتها أن تحرص وتعمل من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن وخاصة أن عملية السلام ترتكز على هذه القرارات، وروسيا دولة كبرى ولها مكانة ويجب أن تستخدم هذه المكانة من أجل لعب الدور في عملية السلام».
ولفت الأسد إلى أن عملية السلام متوقفة الآن ولكن في فترة التوقف من الممكن للبعض أن يقوم بإجراءات تعزز فرص السلام أو على العكس قد يقوم بإجراءات قد تنسف كليا عملية السلام، مضيفا أن طرد الفلسطينيين من القدس والاعتداء والمساس بالأماكن المقدسة وحصار غزة من الخطوات التي قد تؤدي إلى نسف عملية السلام بشكل كلي.
وفيما يخص الملف النووي الإيراني جدد الأسد موقف بلاده القائل بأحقية كل الدول بامتلاك الطاقة النووية السلمية، وبضرورة إخلاء الشرق الأوسط من كل أسلحة الدمار الشامل وضرورة استمرار الحوار بين إيران ومجموعة الست لأن العقوبات تعقد الحل بدل أن تسهله.
من جانبه قال مدفيديف ان بلاده تنطلق من أن «التوتر اللاحق في الشرق الأوسط أوحى بالانفجار والكارثة.. وروسيا ستستمر في بذل قصارى جهدها في العملية السلمية بالشرق الأوسط على مبادئ قرارات مجلس الأمن ومبادئ مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية»، مضيفا أنه «من المفترض أن تكون نتيجة الجهود التسوية الشاملة والعادلة وطويلة الأمد للنزاع العربي الإسرائيلي وتحرير جميع الأراضي العربية المحتلة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي سوف تعيش بسلام وأمن مع كل من دول هذه المنطقة».
وفي الشأن الإيراني أكد مدفيديف على حق كل دولة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وعلى ضرورة مراعاة والتمسك بكافة المبادئ المتعلقة بمعاهدة الحد من الانتشار والنووي، وضرورة المواقف البناءة من قبل القيادة الإيرانية في تجاوز كل المشاكل التي تترتب على برنامجها النووي.
الى ذلك، أكد عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات الخارجية في حركة حماس أسامة حمدان، أن «قمة ثلاثية عقدت امس في دمشق جمعت الرئيسين السوري بشار الأسد والروسي ديمتري مدفيديف ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بحثت فيها عدة نقاط خاصة بالوضع الفلسطيني».
وقال حمدان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن «المحادثات تطرقت بشكل رئيسي إلى نقاط ثلاث هي المصالحة الوطنية الفلسطينية وأسباب تعثرها وكيفية تذليلها مع التأكيد على تقديم العون لتذليل هذه الصعوبات والنقطة الثانية هي قضية المفاوضات، وجرت الإشارة إلى التعنت الإسرائيلي والنقطة الثالثة هي الحصار المفروض على غزة والتأكيد على ضرورة فك هذا الحصار».