معركة شوارع بكل معنى الكلمة تلك التي شهدتها العاصمة التايلندية بانكوك أمس بين قوات الجيش وعناصر القمصان الحمر المعارضة من انصار رئيس الوزراء السابق ثاكسين شيناواترا، حيث عززت القوات التايلندية تواجدها عند الحواجز لمنع متظاهرين من الانضمام إلى زملائهم في موقع المظاهرات بوسط بانكوك التجاري والذي يحاصره الجيش منذ ايام.
وفي اليوم الثالث اتسعت المواجهات أمس وأطلقت قوات الامن النار على أتباع الجبهة المتحدة للديموقراطية ضد الديكتاتورية في منطقة راتشاباراسوب رود الذين أرادوا شق طريقهم إلى تقاطع طرق راتشابراسونغ موقع الاحتجاج الرئيسي الذي يحتله المتظاهرون منذ 3 ابريل. وقد اعلنت قوات الجيش قلب بانكوك «منطقة للرصاص الحي» وحذرت لافتة عند احد التقاطعات السكان من دخول «منطقة ذخيرة حية». وقد أطلقت قوات الجيش التايلندي النار على المحتجين ما ادى في الوقت الذي سعت فيه جاهدة لعزل المخيم المترامي الاطراف الذي اقامه المحتجون الساعون الى اسقاط الحكومة.
وقد أنذر الجيش بانه سيستخدم القوة لاخراج المتظاهرين المتحصنين في وسط بانكوك. وقال الناطق باسم الجيش التايلندي سونسرن كايكومنرد «هناك خطة لاخلاء (حي) راتشابراسونغ اذا لم ينته احتلاله».
لكنه اضاف ان السلطات لم تحدد بعد موعد العملية. وقال «من دون اعداد مناسب سيكون هناك مزيد من الخسائر البشرية»
وقد بلغت حصيلة مواجهات الامس أكثر من ستة قتلى وأصيب 31 بجروح فيما استمر دوي اطلاق النار الغزير والانفجارات تسمع في بانكوك طوال النهار في مشاهد جديدة لحرب شوارع، التي اودت بحياة أكثر من 22 شخصا قتلوا في الاجمال واصيب 172 جريحا منذ مساء الخميس. ومن جانبه اعلن رئيس الوزراء ابيهيسيت فيجاجيفا الذي يطالب المتظاهرون باستقالته ان الحكومة لن تتراجع.
وقال «لا يسعنا ان نتراجع ونسمح لمن ينتهكون القانون ويسلحون المقاتلين بتحدي الحكومة».
واضاف في كلمة نقلها التلفزيون ان الجيش سيواصل العملية التي بدأها الخميس وهدفها عزل وخنق الاف المتظاهرين الذين يحتلون الوسط التجاري للعاصمة. وقطعت السلطات الكهرباء والماء واوقفت دخول الاغذية الى الحي.
وأطلق الجنود الذخيرة الحية من وراء أكياس الرمل او من فوق اسطح المباني على المحتجين الذين تسلحوا بالقنابل الحارقة والبنادق والصواريخ محلية الصنع في اشتباكات دارت حول الحي التجاري.
وقال شاهد من «رويترز» إنه تم نقل ثلاث جثث على محفات عند تقاطع دين داينغ الى الشمال من موقع الاحتجاجات. وظهرت على جثتين جروح في الرأس، واستمر تدفق قوات الجيش على متنزه حول فندق دوسيت ثاني الشعبي خارج موقع الاحتجاجات.
وأضرم المحتجون النار في سيارات بما في ذلك شاحنة للجيش وألقوا الحجارة على القوات التي اقامت سياجا من الاسلاك الشائكة عند نقاط التفتيش وطلبت من السكان ابراز بطاقات الهوية في محاولة لمنع محتجين من الانضمام الى «اصحاب القمصان الحمراء» واغلبهم من فقراء الريف والحضر. وتراجع عدد المحتجين في المخيم الرئيسي الليلة قبل الماضية لكن لا يزال هناك بضعة آلاف راح كثير منهم يغني ويستمع الى خطابات زعماء الاحتجاج الذين لم يظهر بعضهم منذ ايام ومن بينهم رئيس الحركة.
واقرأ ايضاً:
تركي الفيصل: المالكي يحاول الاستحواذ على نتائج الانتخابات العراقية
سورية تحذر إسرائيل: ستتألم كثيراً في حال نفذت تهديداتها
الشقيقان ميليباند يتصارعان على زعامة «العمال» البريطاني
الجيش السوداني يسيطر على قاعدة لمتمردي دارفور ويقتل 108 منهم
ذكرى النكبة تجمع «حماس» و«فتح»