توالت ردود الفعل المتباينة الى حد التناقض حول إعلان ايران توقيعها اتفاق تبادل اليورانيوم بوساطة برازيلية ـ تركية، ففي وقت اعتبر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتفاق «خطوة ايجابية»، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان أميركا توصلت الى اتفاق مع روسيا والصين حول مشروع قرار يفرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي. وقبل ذلك كانت الصين أعلنت ترحيبها بالتوقيع على الاتفاق الذي يقضي بتبادل 1200 كلغ من اليورانيوم الايراني منخفض التخصيب بـ 120 كلغ من اليورانيوم الغربي في تركيا.
من جهته حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ـ أحد عرابي الاتفاق ـ طهران أمس من أنها ستكون وحدها اذا لم تسلم اليورانيوم لتركيا في غضون شهر حسب بنود الاتفاق. وفي نفس السياق أعلن مجلس الشورى الإيراني عن دعمه اتفاق تبادل الوقود النووي الذي وقع بين إيران والبرازيل وتركيا، في الوقت الذي طلبت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من طهران تأكيدا خطيا موافقتها على التبادل.
وقالت المتحدثة باسم الوكالة جيل تودور ان «الوكالة الدولية للطاقة الذرية تسلمت نص الإعلان المشترك بين ايران وتركيا والبرازيل».وأضافت «في إطار ما تم عرضه هناك، ننتظر الآن من ايران مذكرة خطية تؤكد فيها موافقتها على البنود الواردة في الإعلان»، وهو ما تعهدت طهران بتقديمه خلال أسبوع بحسب المتحدث باسم خارجيتها رامين مهمانبرست.
إلا أن المتحدث طالب برد سريع من الدول الـ 6 الكبرى (أميركا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين إضافة الى ألمانيا)، على الاتفاق.
وقال المتحدث ان ايران ستبلغ خلال هذا الأسبوع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعرضها الذي يقدم بضمانة من تركيا والبرازيل.
وأشار مهمانبرست خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي الى ان الإعلان المشترك من عشر نقاط الذي وقع امس الأول بين ايران والبرازيل وتركيا في شأن هذا الاقتراح «يلحظ ان نبلغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن مهلة أسبوع: سنقوم بهذا الأمر خطيا عبر القنوات التقليدية».
وأضاف «ننتظر ان يبدي اعضاء مجموعة فيينا (الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا والوكالة الذرية) سريعا استعدادهم» للقيام بالتبادل الذي تقترحه طهران.وتابع مهمانبرست قائلا ان «الاتفاق الذي سيجري توقيعه بين ايران ومجموعة فيينا، في حال تم ذلك، سيمهد لتعاون نووي أوسع وسيبدل المناخ» بين ايران والدول الكبرى.وأضاف انه «في مناخ من التعاون، ينبغي وضع الخطوات غير البناءة وقضية العقوبات جانبا للسماح بتعاون أكبر».
من جهتها قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) ان 234 من أعضاء المجلس أشادوا بالاتفاق باعتباره انتصارا لإيران على الولايات المتحدة.وقالوا في بيان ان أميركا مع عدد من الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن «الذين يقفون الآن أمام اختبار آخر بإمكانهم اعتماد اتفاق طهران كفرصة لإصلاح بعض إجراءاتهم العدائية السابقة واتخاذ مسار منطقي للتعاون لان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أظهرت من خلال هذا الاتفاق الحد الأقصى من حسن نواياها ومرونتها».
الصين ترحب وإسرائيل تتأنى
أما الصين فقد رحبت بالاتفاق، خلافا للدول الغربية التي قابلته بالارتياب، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ما تشاوتشو «ندعم هذا الاتفاق ونعلق عليه أهمية»، مضيفا «نأمل ان يساهم ذلك في تشجيع حل سلمي للمسألة النووية الإيرانية».
من جانبها، عكفت الحكومة الإسرائيلية على التشاور للرد على الاتفاق.وأصدر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الأول تعليمات لوزرائه بعدم التصريح بشأن هذه المسألة الى ان ترد عليها إسرائيل رسميا كما أوضح مكتبه.وبدأ نتنياهو امس بإجراء محادثات مع ابرز وزراء حكومته لتحضير رد إسرائيل على الاتفاق النووي، كما أفادت مصادر رسمية.