تبادلت الحكومة التايلندية ومعارضوها من «القمصان الحمر» أمس وضع الشروط لإنهاء المواجهات المحتدمة في وسط العاصمة التجاري.
فقد رهنت الحكومة التفاوض مع «الحمر» بإنهاء تحركهم الاحتجاجي، رغم إعلان قادة الاحتجاجات قبولهم عرضا قدمه مجلس الشيوخ في البلاد بالتوسط لحل الصراع الدائر في بانكوك، والذي أسفر عن مقتل 37 شخصا خلال 5 أيام من الاشتباكات الدموية.
وفي نفس السياق، رفضت الحكومة امس عرضا للحوار تقدم به رئيس مجلس الشيوخ وقبله المحتجون في إشارة الى تصعيد حكومي نحو موجة جديدة من القتال. وقال الوزير التايلندي ساتيت وونجنونجتوي إن حكومة بلاده لن تدخل في محادثات يتوسط فيها مجلس الشيوخ إلا إذا أنهى المعارضون من أصحاب القمصان الحمراء تجمعهم الحاشد.
وأضاف الوزير في كلمة أذاعها التلفزيون «تصاعد الوضع وأصبح عنيفا بمهاجمة المجموعات المسلحة والإرهابيين الحكومة والضباط والمدنيين».
وكان المحتجون قد وافقوا في وقت سابق امس على المشاركة في محادثات يتوسط فيها رئيس مجلس الشيوخ لإنهاء أعنف أزمة سياسية في البلاد منذ 18 عاما.
وقال أحد زعماء المحتجين «ذوي القمصان الحمراء» ناتاوت سايكوا في مؤتمر صحافي «وافقنا على جولة جديدة من المحادثات التي اقترحها مجلس الشيوخ لأننا لو تركنا الأمور تسير على هذا النحو فلا أحد يعلم كم من الأرواح الأخرى ستزهق».
وكانت مجموعة من 64 عضوا بمجلس الشيوخ المؤلف من 150 عضوا قد اقترحوا إجراء المحادثات وعرضوا الوساطة مع المحتجين وحثوا على وقف إطلاق النار بين الجانبين.
الحكومة: القوات تحرز تقدماً
ميدانيا، تؤكد الحكومة ان قواتها تحقق تقدما لإنهاء الاحتجاجات وتقول انها في حاجة لمزيد من الوقت.وأوضح المتحدث باسم الحكومة بانيتان واتاناياجورن ان العملية العسكرية لعزل مكان تجمع المحتجين المحصن تحرز تقدما إلا أن القوات قد تكون بحاجة لبعض الوقت لكبح الاحتجاجات، بحسب قوله.
وقال في كلمة أذاعها التلفزيون انه «في بعض المناطق خفت التوترات ولكن في مناطق أخرى القتال مستمر والجماعات المسلحة مازالت تهاجم ضباط الأمن».
وتحيط القوات بآلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة في الموقع الذي يعتصمون فيه منذ 6 أسابيع بوسط بانكوك في حين دارت مناوشات بين جنود مسلحين ببنادق ومحتجين في عدد من الطرق الرئيسية بالعاصمة.
ولايزال ما يقدر بـ 5 آلاف محتج من أصحاب القمصان الحمراء محتشدين في منطقة تسوق راقية على مساحة 3 كيلومترات مربعة في إطار تحرك بدأ في منتصف مارس بهدف الإطاحة بالحكومة وإجراء انتخابات.
وانتهت امس الاول مهلة منحتها السلطات للمحتجين لمغادرة المنطقة. لكن المهلة انقضت دون اتخاذ أي إجراء. وأعلنت عطلة عامة حتى يوم الجمعة المقبل.