سعيا لاحتواء الغضب التركي ويماثله غضب برازيلي، من تجاهل واشنطن ومن ورائها الدول الغربية لوساطتهما التي أسفرت عن توقيع طهران لاتفاق تبادل اليورانيوم، اتصل الرئيس الاميركي باراك اوباما برئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان شاكرا جهود بلاده في هذا الصدد، الا انه، عبر له عن «القلق المستمر» للاسرة الدولية حيال هذا الملف، حسب ما اعلن البيت الابيض.
وجاء في بيان ان «الرئيس اوباما اجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء اردوغان. ثمن الرئيس الجهود التي تبذلها تركيا والبرازيل» في الملف النووي الايراني. واضاف بيان الرئاسة الاميركية ان الرجلين «شددا خلال محادثاتهما على القلق المستمر والاساسي للاسرة الدولية حول الملف النووي الايراني وكون ايران لا تحترم التزاماتها الدولية».
وأوضح ان الرئيس الاميركي قال لاردوغان ايضا ان «محادثات ستتواصل حول قرار جديد في مجلس الامن الدولي»، وأشار الى ان «الرفض المستمر لإيران للاجتماع مع مجموعة الست حول برنامجها النووي ورفضها الاخير المتعلق بتخصيب اليورانيوم بمعدل 20% لا يبني الثقة».
وفي تصريحات صحافية لاحقة اعتبر اردوغان ان ايران قامت بما عليها فيما يخص الملف النووي.
من جهتها، نقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوته ايران أمس لإرسال تفاصيل اتفاق تبادل اليورانيوم المقترح اجراؤه على الاراضي التركية، إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة بأسرع ما يمكن.
ونقل عن لافروف قوله عن الاتفاق خلال زيارة لايطاليا «ندعو ايران الى إرسال اقتراحها الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أسرع وقت ممكن بحيث يمكن الموافقة على خطة تبادل الوقود».
إلا أن لافروف اعتبر أن المناقشات بشأن الاتفاق الذي توصلت اليه تركيا والبرازيل يجب ألا تعرقل المناقشات الدائرة في مجلس الامن الدولي بشأن جولة جديدة من العقوبات على الجمهورية الاسلامية.
في المقابل حذر النائب الايراني البارز محمد رضا باهونار من ان بلاده قد تلغي اتفاقها حول تبادل اليورانيوم اذا اقرت العقوبات وقال: «اذا اصدر الغرب قرارا جديدا ضد ايران سنصبح في حل من الالتزام ببيان طهران وسيلغى ارسال الوقود الى الخارج».
من جهته، نقل وزير الخارجية الإيراني منوچهر متكي عن الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا داسيلفا ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان تأكيدهما لبلاده أنه «لا فرصة» لأي قرار قد يصدر عن الأمم المتحدة بفرض المزيد من العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي.
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (إسنا) عن متكي القول في طاجيكستان على هامش اجتماع لمنظمة المؤتمر الإسلامي، مساء أمس الأول أن بلاده ليس لديها مشكلة في الدخول في حوار مع الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن إضافة إلى ألمانيا، وقال: «نرحب دوما بالمفاوضات». في سياق اخر اعلن مدير الوكالة الروسية للطاقة الذرية سيرغي كيريينكو أمس ان اول مفاعل نووي ايراني بنته روسيا في بوشهر جنوب البلاد «سيتم تشغيله بحلول اغسطس» 2010. ونقلت الوكالات الروسية عن كيريينكو قوله «بحسب تقديرنا فإن مفاعل بوشهر النووي سيتم تشغيله في اغسطس اذا سارت الامور بحسب المتوقع».
وشدد كيريينكو على ان التحضيرات الجارية في الامم المتحدة لاصدار قرار بفرض عقوبات جديدة على طهران التي يشتبه في سعيها للحصول على السلاح النووي ليس لها «اي تأثير» على مشروع مفاعل بوشهر.