أكدت الحكومة التايلندية أمس ضرورة تحقيق خارطة طريق لمصالحة الوطنية دون أن تلزم نفسها بإجراء انتخابات مبكرة اذعانا لمطالب المحتجين من اصحاب القمصان الحمر الذين اجبروا على انهاء اعتصامهم الاسبوع الماضي بعد سلسلة مواجهات دامية.
وقد واصلت قوات الجيش التايلندية أمس عمليات البحث عن متفجرات في الحي التجاري الراقي الذي احتله المحتجون في الثالث من ابريل حتى فرقتهم قوات الجيش الأربعاء الماضي.
وأبرز رئيس الوزراء التايلندي ابهيسيت فيجاجيفا خطة للمصالحة في كلمة ألقاها على الأمة امس الأول الا انه لم يتطرق الى ذكر انتخابات نوفمبر القادم التي كان قد اقترحها في اوائل الشهر الجاري كسبيل لانهاء الاحتجاجات سلميا.
من جهته قال بانيتان واتاناياجورن المتحدث باسم حكومة تايلند لرويترز أمس انه «لم يستبعد اجراء انتخابات مبكرة»، واضاف «يعتمد الامر على كم ما نحرزه من تقدم على خارطة طريق المصالحة. سيقرر رئيس الوزراء فيما بعد موعد الانتخابات».
وأضاف ان أيا من زعماء أصحاب القمصان الحمر ممن لا يواجهون اتهامات بارتكاب مخالفات مزعومة خلال الاضطرابات سيلقى ترحيبا اذا شاء المشاركة في هذه العملية.
ميدانيا لاتزال قوات الجيــش تسيطر على منطقة مساحتهــا ستة كيلومترات مربعــة خــارج منطقــة التســوق الراقية بقلب بانكــوك التــي كــان المحتجــون المناهضون للحكومــة يحتلونهــا الا ان بانيتان المتحدث باسم الحكومة قال إن القوات ستنسحب منها بدءا من اليوم وسيسمح للجمهور والسيارات بارتياد المنطقة من جديد.
إلا أن انباء وردت بعد هذه التصريحات عن انفجار قنبلة يدوية في المنطقة القريبة من «سنترال وورلد» ثاني اكبر مركز تجاري في منطقة جنوب شرق آسيا والذي لحقت به اضرار بالغة في أحداث الشغب التي وقعت الأربعاء الماضي.
وقال احد نواب رئيس مدينة بانكوك إنه بلغه عدم اصابة احد في الواقعة، وربما انفجرت القنبلة اثناء قيام القوات بتفتيش المنطقة.
في غضون ذلك، أعرب المراسلون والصحافيون الأجانب عن قلقهم أمس إزاء التهديدات التي يتعرض لها الصحافيون في بانكوك، كما أعربوا عن حزنهم لمقتل صحافيين خلال الاشتباكات التي اندلعت بين المتظاهرين وقوات الأمن. وبلغ عددهم اثنين.
كما تعرض صحافيان كنديان اثنان لإصابات خطيرة لكن حالتهما مستقرة كذلك أصيب ثلاثة مصورين تايلنديين وصحافي واحد بالإضافة إلى مراسل هولندي وآخر بريطاني.
وقال النادي التايلندي في بيان «لقد سقط من المدنيين عدد أكبر بكثير ويأمل نادي المراسلين الأجانب بتايلند أن يبذل كل جهد ممكن لتحديد المسؤولين عن مقتل كل ضحية، بشكل دقيق، كي لا تتكرر مآس مشابهة».
وقال النادي «تعرض عدد آخر من الصحافيين لاصابات بالغة، بيد أن هناك مخاوف بشأن التهديدات التي أدت إلى الاعتداء على المراسلين وضياع مواد صحافية وصور»، وأجبرت صحيفتا «بانكوك بوست» و«ذي نيشن» الناطقتان باللغة الإنجليزية على ترحيل صحافيهما وإيقاف نشاطهما بشكل مؤقت في ذروة المصادمات الأربعاء الماضي، بعد أن شعر المسؤولون بالصحافتين بالتهديد من المحتجين الغاضبين، فيما كانت القناة الثالثة التلفزيونية هدفا لهجمات تخريبية ومحاولات حرق متعمدة أدت لقطع الإرسال ليومين.
وجرى إجلاء العاملين بالقناة من سطح المبنى بواسطة مروحية.