اتسعت بوادر الخلاف بين روسيا وإيران، وجاء أوضح تعبير عنها عبر انتقاد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد اللاذع لدعم موسكو مشروع العقوبات الاميركية الجديد ضد طهران المعروض على مجلس الأمن، حيث اعتبر احمدي نجاد أمس ان الدعم الروسي لفرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على ايران غير مقبول ودعا الرئيس ديمتري مدفيديف الى إعادة النظر في دعمه لموقف واشنطن.
وندد الرئيس الإيراني بموقف نظيره الروسي متهما اياه «بالجلوس قرب الذين كانوا أعداءنا قبل ثلاثين عاما».
وأضاف «نأمل ان يكون المسؤولون الروس واعين وان يقترحوا تعديلات والا يتركوا الإيرانيين يضعونهم في المرتبة نفسها مع اعدائهم التاريخيين».
وتابع احمدي نجاد في كلمة تلفزيونية في مدينة كيرمان بجنوب شرق ايران «كان يجب الا نرى في أوقات حساسة جارتنا روسيا تدعم هؤلاء الذين يقفون ضدنا ويناصبوننا العداء منذ 30 عاما، هذا غير مقبول بالنسبة للشعب الإيراني، أتمنى ان يولوا اهتماما ويقوموا بعمل تصحيحي».
وقال مستغربا انه لا يعرف سبب موقف الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ضد بلاده، وخاطبه قائلا «ان الشعب الايراني لا يعرف سبب موقفه ضده ولم يعرف هذا الشعب هل أن روسيا بلد صديق لإيران أم لا وما الذي تريده بالذات».
وأضاف «لو كنت رئيس جمهورية روسيا لكنت أتريث في ابداء وجهات النظر أو اتخاذ القرارات بشأن الشعب الإيراني العظيم الذي يمتلك حضارة عريقة وتاريخا خالدا».
على نفس درجة العنف جاء الرد الروسي على انتقادات نجاد، حيث دانت موسكو «الديماغوجية السياسية» الإيرانية. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن سيرغي بريخودكو المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية في الكرملين قوله تعليقا على تصريحات الرئيس الإيراني «لم ينجح اي كان في الحفاظ على سلطته من خلال استخدام الديماغوجية السياسية». وانتقد بريخودكو خصوصا «أي موقف غير متوقع وأي تطرف سياسي وقلة الشفافية وعدم الانسجام لدى اتخاذ قرارات تهم الأسرة الدولية بكاملها وتقلقها» في إشارة واضحة الى برنامج إيران النووي.
وأضاف ان «روسيا لطالما كانت تهتم بمصالحها الوطنية على الأجل البعيد وموقفنا مؤيد لروسيا لا يمكنه ان يكون مؤيدا لإيران ولا مؤيدا لأميركا».
أما بخصوص اتفاق تباددل اليورانيوم الموقعة مع تركيا والبرازيل فقد حث نجاد الولايات المتحدة وروسيا على دعم الاتفاق، محذرا من انه يشكل «الفرصة الأخيرة» لحل الازمة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني. وقال احمدي نجاد في تصريح متلفز مخاطبا الرئيسين الأميركي والروسي، ان «اعلان طهران (حول اتفاق مبادلة الوقود) يشكل أفضل فرصة، لقد قمنا بخطوة كبيرة الى الامام وقلنا أمورا بالغة الأهمية، لم يعد هناك أعذار».
وطالب الرئيس الاميركي باراك اوباما بـ «ان يتذكر دائما انه اذا لم يغتنم هذه الفرصة، فلن يعطيه الايرانيون فرصة جديدة بالتأكيد». في المقابل، قال مشرعون أميركيون بارزون ان الكونغرس لن يقر عقوبات مشددة جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي حتى أواخر يونيو على الاقل وذلك من أجل اعطاء الامم المتحدة فسحة من الوقت لدرس مشروع العقوبات الجديد أمامها. ويمثل هذا الاعلان تأجيلا آخر لمقترحات في الكونغرس لتشديد العقوبات الأميركية على طهران وعلى الشركات التي تتعامل مع ايران في انحاء العالم.